عادت مرّة أخرى أزمة النفايات والأوساخ المتراكمة لتستولي على الواجهة في بلدية عزازفة مدنها وقراها وأكثرها تضرّرا مدينتها التي غطّت شوارعها وأزقّتها أطنان الأوساخ المتراكمة منذ 15 يوما تقريبا، تاريخ غلق السكان لمفرغة ثزغارث القريبة من مستشفى عزازفة والتابعة لغابات إعكوران. حيث طالبت السلطات السنة الماضية باستغلال هذه المفرغة على أمل افتتاح مركز الرّدم التقني للنفايات المنزلية بمنطقة بوبهير في بوزفان والموجّه لاستقبال نفايات 11 بلدية شرقية بولاية تيزي وزو، إلاّ أن المعارضة الشرسة وإقدام السكان على حرق عتاد قيمته 4 ملايير دينار خاص بالشركة المشرفة على إنجازه أبقى هذا المشروع رهن الانتظار وأمر إلغائه غير مستبعد حسب السلطات الولائية، ما جعل استغلال مفرغة ثزاغارث يتحوّل إلى استغلال دائم بدل المؤقّت، ما دفع السكان إلى غلقها مستعملين القوة، وهو نفس السيناريو الذي حدث السنة الماضية. حيث سجّلت القبضة الحديدية بين السلطات والسكان الذي شلّوا مدخل المفرغة وأبوا استغلالها بعدما أصبحت خطرا على المحيط، كما أنها تتوسّط التجمّعات السكنية وقريبة من مستشفى (مغنم لوناس) في عزازفة. غلق هذه المفرغة أضيف إليه عدم تحرّك السلطات لجمع هذه النفايات التي بقيت تحاصر مداخل العمارات والأحياء والشوارع، وما زاد الطين بلّة هو محاولة السكان التخلّص منها بحرقها خوفا من تحلّلها، خاصّة مع تساقط الأمطار وانبعاث الرّوائح الكريهة منها إذ أنها يزكم الأنوف والدخان المتصاعد من هذه الأوساخ أثّر كثيرا على مرضى الربو وغيرها من الأمراض المزمنة. لذا يطالب السكان بتدخّل والي تيزي وزو من أجل النّظر في هذه القضية وإيجاد حلّ نهائي لمشكل النفايات الذي يحظى باهتمام السكان في كلّ سنة، خاصّة وأن الحلول كلّها ترقيعية. وأبدت العائلات تخوّفها على أطفالها الصغار من الكلاب الضالّة التي تهدّدهم بعدما مثّلت النفايات المختلفة ملاذا لها، حيث تعترض طريق الأطفال في الصباح، ما يجعل العائلات ترافق أبناءها إلى المدارس خوفا عليهم.