أقدم صبيحة أمس، سكان مدينة عزازقة الواقعة على بعد 38 كم شمال شرق مقر ولاية تيزي وزو، على شل الطرق المؤدية إلى وسط المدينة، إحتجاجا على الوضع البيئي المتردي بها الناجم عن تراكم النفايات بشوارعها الرئيسية بعد غلق المفرغة العمومية المتواجدة بالمنطقة من طرف سكان قرية أزغار بداية شهر سبتمبر الماضي، للمطالبة بتغيير موقعها المتوسط للتجمعات السكانية. الحركة الإحتجاجية التي شنها سكان مدينة عزازقة وحسبما جاء في تصريحاتهم ل “الجزائر نيوز" كانت نتيجة حتمية للوضع البيئي الكارثي الذي تشهده البلدية المترتب عن الأكوام الهائلة من النفايات المنزلية المتراكمة بشوارعها الرئيسية منذ ال 5 سبتمبر المنصرم، وهو التاريخ المتزامن مع بداية الاحتجاج المنظم من طرف سكان قرية أزغار من أجل المطالبة بتغيير موقع المفرغة العمومية المتواجدة بمنطقتهم، جراء الأخطار العديدة المهددة للصحة العمومية التي قد تنجم عنها بسبب توسطها للتجمعات السكانية. مشيرين وفي السياق ذاته، إلى أن غياب الأماكن الأخرى المخصصة لتفريغ النفايات ببلديتهم جعل أزقة وشوارع وسط مدينة عزازقة التي تعد من أكبر مدن الولاية من حيث التعداد السكاني، تتحول إلى مفرغة عشوائية وعلى الهواء الطلق، مشكلة بذلك منظرا يشمئز منه الجميع بسبب الروائح الكريهة الصادرة منه فضلا على تشويهها لمنظرها الجمالي. من ناحية أخرى، اعتبر المحتجون عدم تحرك السلطات المحلية وكذا مديرية البيئة بتيزي وزو لإيجاد حلول ناجعة من شأنها أن تساهم في إحتواء المشكل، أمر يعكس سياسة اللامبالاة التي تنتهجها هذه الجهات في معالجتها لقضايا وانشغالات المواطنين. على صعيد آخر، ومع إستمرار غلق المدخل الرئيسي للمفرغة العمومية من طرف أهالي قرية أزغار، لم يخف قاطنو مدينة عزازقة مخاوفهم من تحول هذه المنطقة إلى مصدر للأمراض والأوبئة التي قد تنجم مع مرور الوقت من النفايات المتجمعة بالقرب من السكنات والمحلات التجارية بصفة عشوائية والتي زاد من شدة خطورتها تعرضها المستمر لأشعة الشمس، حيث أضحت تشكل تهديدا مباشرا لصحة المواطنين لاسيما فئة الأطفال، الذين أجبروا على المكوث في منازلهم خوفا منهم لتعرضهم لخطر الحيوانات الضالة التي تتخذ من هذه النفايات ملذا لها. هذا، وبسبب تدهور الوضع البيئي بمدينة عزازقة، طالب سكانها من السلطات المحلية التدخل العاجل لتجسيد حلول ناجعة من شأنها أن تلعب دورا هاما في تخليصهم من المشكلة العالقة وذلك عن طريق إنجاز مفرغة عمومية أخرى بعيدة عن التجمعات السكانية مع تكريس طريقة ولو بصفة مؤقتة للقضاء على النفايات المتراكمة حاليا بالمدينة. ويجدر بالذكر أن مشاريع إنجاز مفارغ عمومية من طرف السلطات الولائية تواجه معارضة شديدة من طرف المواطنين عبر شتى قطر الولاية، بسبب سوء اختيار أرضيات المشاريع من طرف الجهات المعنية ومواقعها المتوسطة للتجمعات السكانية.