سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية تيزي وزو منذ مطلع السنة الجارية،ما لا يقل عن 52حالة انتحار عرفتها مختلف القرى التابعة للبلديات ال67 التي تحصيها الولاية، وهو عدد لا يعبر عن الواقع الحقيقي نظرا للحالات التي تحول للمراكز الاستشفائية دون تدخل مصالح الحماية المدنية،الا ان العدد المذكور يثير القلق ويدعو لدق ناقوس الخطر،كن الانتحار اصبح يثل ظاهرة خطيرة في المنطقة وذلك بامتدادها لجميع الشرائح ودون استثناء يذكر. وتراوحت اعمار المقبلين على إغضاب الله، واختيار ما يوصف بالموت الارادي خلال اشهر هذه السنة ما بين 12 الى 83سنة، وضمنهم اميون، بطالون، نساء، رجال، ارباب عائلات، عزاب، وحاملون للشهادات الدراسية العيا، ومحتلون لمناصب اجتماعية حساسة،اذ لا يمكن نسيان الفاجعة التي طالت قطاع التربية والتعليم بتيزي وزو،خلال نهاية الموسم الدراسي المنصرم،حين اقدم مدير اكمالية على وضع حد لحياته في مكتبة المؤسسة التربوية مستعينا بخيط الهاتف،عشية دخوله مرحلة التقاعد،و اهتز القطاع،كما المنطقة والاسرة التربوية على خبر وفاته بطريقة لم تكن يوما في الحسبان،و كان ذلك ايام قليلة بعد تشييع جثمان،رئيس نقابة الاونبف بتيزي وزو،لمثواه الاخير،و الذي وجد معلقا على جذع شجرة زيتون بالقرب من منزله الخاص،الامر الذي لم يستطع هضمه بسهولة،نظرا لما يعرف عن الضحية من سلوك قويم وقوة فريدة في شخضيته،صدمة اخرى عاشتها الولاية باكملها ولا تزال الالسن تتناقلها ببلدية تيميزار بواقنون،هي اقدام تلميذ في ال12 من عمره على وضع حد لحياته مستعينا بحبل،حيث عثر عليه جثة هامدة في غرفته،و لا يزال امر اقدامه على اختيار الموت الارادي والرحيل عن عالمالاحياء في وقت مبكر يثير الكثير من التساؤلات ويكسو هالكثير الكثير من الغموض،سواء على مستوى التحقيق وحتى في المحيط العائلي،خاصة وا نالطفل من التلاميذ النجباء والمتفوقين في الدراسة،من حيث التعليم وحسن السلوك القوي مالذي عرف به رغم حداثة سنه،حيث لا تزال عائلته وكل من يعرفه تحت الصدمة والحيرة التي تعتريهم،لعدم تحصلهم على سبب واحد يمكن ان يقنعهم،بكون دافعا قويا جعل الحياة مستحيلة في نظر هذا البريئ الذي اخذ سره معه لقبره،حالة اخرى سجلتها ذات المصالح لعجوز بلغت من العمر ارذله ،لكنها وبدورها قررت الرحيل بموت ارادي،هذا ناهيك عن عدد الشباب والشابا الذين اقبلوا على الانتحار واكثر الطرق شيوعا هي الشنق!!! حالة اخرى اهتزت لها المناطق الجنوبية للولاية عشية عيد الفطر المبارك عندما اقدم شاب في الخامسة والعشرين من عمره على قتل خالته المحامية قبل ان يضع حدا لحياته شنقا هو بدوره،و استنادا للاحصائيات السنوية التي تقدمها مختلف مصالح الامن وكذا الحماية المدنية يتضح بان ظاهرة الانتحار في تنامي متزايد من سنة لاخرى،ما جعل منها حقا ظاهرة خطيرة تستوب تجنيد امكانيات مادية وبشرية ودراسات جادة في تحليل هذه الظاهرة،بالتوصل لاسبابها،دوافعها،و محاولة ايجاد سبل وطرق الحد منها،في اقرب وقت ممكن،لانه لن ننتظر طويلا حسب ما يسجل في الواقع،ليصنف ضحايا الانتحارات في نفس خانة ضحايا الطرقات وحوادث المرور،اذ بات تضاهيها وقد تتجاوزها في بعض المناطق،،هذا واوضح الملازم الاول السيد -غزالي- المكلف بالاعلام لدى مصالح الحماية المدنية لولاية تيزي وزو،انه يجب الاخذ بعين الاعتبار نسبة تنامي الجريمة المنظمة بالولاي،اذ لا يمكن اعتبار كل حالة يتم العثور عليها معلقة بواسطة حبل،اقبالا على الانتحار،لانه لا يستبعد امكانية كونها تصفية جسدية وتصفية حسابات بالقتل،تنفذ خلالها الجريمة بطريقة توحيى كل معالمها انها عملية انتحا واختيار للموت الارادي،لاخفاء اثار الجريمة وغلق ملفها على اساس انها انتحار وفقط،اذ تؤكد التحقيقات والتقارير الامنية انه يتم ولو بعد وقت طويل التوصل وبعد تشابك الحقائق وارتباطها ببعضها،الى اكتشاف جريمة قتل،كان ملفها قد فتح واغلق في قضية انتحار،و رغم هذه الحقائق التي تبقى نسبية، لا يمكن واستنادا للواقع المر الذي نرغب في كل مرة تجاهله،غض النظر عن الخطر المحدق للانتحار الذي بات حقا حلا اخيرا ولا يستهان به لدى الكثير ممن انهكتهم مشاغل الحياة وقساوتها ومعظم المشاكل والنقائص الاجتماعية.