تصيب العدوى سنويا التي تُلتقط أثناء تقديم الرعاية الصحية، مئات الملايين من المرضى في شتى أرجاء العالم، في البلدان المتقدِّمة والبلدان النامية على حدٍّ سواء، حيث يؤدِّي هذا إلى الإصابة بأمراض خطيرة، والمكوث بالمستشفيات لفترات طويلة، والإعاقات طويلة الأمَد، مما يُكبِّد المرضى وعائلاتهم تكاليف إضافية، ويضع أعباءً مالية على كاهل النظام الصحي برمته، بل وقد يؤدِّي أحياناً إلى خسائر مؤسفة في الأرواح. يحتفل العالم باليوم العالمي لغسل اليدين، في وقت يعرف قطاع الصحة في الجزائر حملة مداهمة للأمراض المتفشية في القطاع، وهذا بعد الشكاوى المتعدددة التي نقلها مئات المرضى جراء البيروقطراية الصحية وكذا الإهمال الكبير في تقديم العلاج، حتى أصبحت بعض المصالح الاستشفائية تقدم المرض بدل العلاج، كما أن أبرز مرض لقطاع الصحة هو غياب النظافة، خاصة في قاعات الجراحة التي تنتشر فيها العديد من البيكتيريا التي تنتقل بسرعة إلى بعض المرضى فتتسبب في تعفين جروحهم، وعلى هذا كانت التوعية ملزمة في الالتزام بالنظافة وخاصة غسل اليدين للتخلص من هذه البيكتريا وضمان عدم نقلها للمرضى بالمستشفيات.. أكدت المنظمة العالمية للصحة، من جهتها في بيانها الخاص باليوم العالمي لغسل اليدين، على ضرورة عمل مديري الرعاية الصحية على تيسير نظافة الأيدي من خلال ضمان توفر الصابون والمياه الجارية والمطهرات ذات القاعدة الكحولية، ووضع أحواض غسل الأيدي في أماكن على مسافة مناسبة من الأسِرَّة، والتدريب المستمر للعاملين الصحيين، والرَصْد المنتظم لممارسات نظافة الأيدي ومستوى رضا المرضى. وأطلقت المنظمة في إطار جهودها لتشجيع البلدان كافة على المشاركة في تعزيز ممارسات نظافة الأيدي، موقعاً إلكترونياً يدعو كل المنشآت الصحية إلى التسجيل في هذه المبادرة العالمية مما يسمح لها بالوصول إلى طيف واسع من الأدوات العملية والدلائل الإرشادية والاستفادة من خبرات الآخرين، فضلا عن تمكين تلك المنشآت من الاستفادة من إطار العمل الذي وضَعَته المنظمة للتقييم الذاتي لنظافة الأيدي وذلك لتقييم الممارسات المتَّبعة داخل هذه المنشآت وتحسينها. وأكدت نفس البيان على وجوب مساهمة الجميع في تحسين سلامة المرضَى في المنشآت الصحية من خلال تطبيق إجراءات أساسية كنظافة الأيدي، ليس بغَرَض تقليص أعداد حالات العدوى المرتبطة بتقديم الرعاية الصحية فحسب، بل لتحقيق فائدة طويلة الأمَد للمرضى ومقدِّمي الرعاية الصحية أنفسهم ولضمان قَدْر أكبر من الرضا عن الخدمات الصحية في المجتمع. وصرحت المنظمة، أن مئات الملايين حول العالم تعاني من المرض سنويا نتيجة، الالتهابات الناجمة عن عدم الرعاية الصحية، الأمر الذي يؤدي إلى الوفاة أحيانا، إضافة إلى الخسارة المادية. وأوضحت المنظمة أن أكثر من نصف هذه الالتهابات، يمكن الوقاية منها إذا قام الشخص الذي يقدم الخدمة الصحية بغسل يديه بشكل جيد في وقت تعامله مع المريض، حيث غالبا ما تحدث الالتهابات نتيجة نقل الجراثيم من يدي الشخص الذي يقدم الخدمة الصحية للمريض عند ملامسته. وتعتبر أكثر الالتهابات المنتقلة بهذه الطريقة هي، البولية والجراحية، وذات الرئة والتهابات الدم، حيث يصاب 7 % من المرضى في الدول المتقدمة، و10 % في الدول النامية، وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 30 % عند مرضى الحالات الحرجة ومرضى العناية المركزة.