الكثير من المرضى الذين يعالجون بمختلف المستشفيات الجزائرية وقعوا ضحية أمراض أخطر من إصاباتهم السابقة نتيجة انعدام النظافة في مراكزنا الاستشفائية، حيث تمّ تسجيل 18 بالمئة من الإصابات داخل الوسط الاستشفائي على المستوى الوطني، وهو ما جعل البروفيسور فتحي بن اشنهو في حديثه ل ''الشعب'' يدق ناقوس الخطر حول تفاقم عدد الإصابات بأمراض خطيرة بسب الإهمال واللاّمبالاة. ̄ الشعب: ما هو واقع النظافة في المستشفيات الجزائرية؟ ̄ ̄ البروفيسور بن اشنهو: تفتقد المستشفيات الجزائرية لأدنى شروط النظافة، حيث نجد مختلف الأمكنة تعجّ بالميكروبات والفيروسات والجراثيم، والأخطر من ذلك عدم القيام بتعقيم التجهيزات الطبية ما جعل الكثير من المرضى الذين يأتون للعلاج من مرض ما يصابون بأمراض خطيرة نتيجة حمل العدوى في الأوساط الطبية، وهنا تحدث الكارثة سيما إذا تعلق الأمر بالاصابة بأمراض مزمنة خطيرة. ̄ من هو المسؤول عن افتقاد النظافة داخل الأوساط الطبية، هل عاملات النظافة فقط؟ ̄ ̄ نعم عاملات النظافة مسؤولات عن انعدام النظافة لأنّ دورهن هو تنظيف المراحيض وغرف العلاج على أكمل وجه، إلاّ أنّ الكثيرات لا يؤدين واجبهن كما ينبغي ويفضّلن استخدام الوسائل التقليدية للمسح والتنظيف نظرا لغياب التكوين، ولا يمكن الاكتفاء بالتنظيف السطحي وتطهير المكان فقط، وإنما من المفروض استخدام تجهيزات معقّمة ومواد تتماشى مع المقاييس العالمية، والمسؤولية مشتركة بين الجميع ولا يمكن وضع كل اللوم على عاملات النظافة فقط، وإنما كل موظف في المستشفى مسؤول من ممرضين وأطباء ومختلف المستخدمين، هؤلاء الذين يفتقدون إلى تكوين حقيقي فالممرضة مثلا من المفروض أن تقوم باحترام قواعد النظافة وأخد كل الاحتياطات قبل حقن المريض. ̄ ماهي الأمراض الناتجة عن غياب النظافة في الأوساط الطبية؟ ̄ ̄ يمكن للمريض ان يصاب بأمراض كثيرة نتيجة حمل عدوى الميكروبات أو الفيروسات المنتشرة بكثرة داخل الأوساط الطبية، ومن بين هذه الأمراض الالتهابات الخطيرة والتهاب الكبد الفيروسي نوع ''ب'' و ''س'' وحمل فيروس السيدا نتيجة إهمال بعض الممرضات خلال حقن المريض أو عملية نقل الدم. ومن بين الفئات المعرّضة لخطر الوفاة في حالة إصابتها بهذه الأمراض الخطيرة هي التي تمتلك مناعة ضعيفة على غرار مرضى داء السكري، الذي يعد الالتهاب على مستوى قدميه خطير جدا حيث يمكن أن يضطر الطبيب الى بتر الساق، إضافة إلى الذين يعانون من أمراض مزمنة كفقر الدم المنجلي والتلاسيميا، حيث نجد الكثير من هؤلاء وقعوا ضحية الإصابة بالتهابات الكبد الفيروسي لحملهم العدوى خلال عملية نقل الدم غير المراقب، إضافة إلى المرضى الذين يقومون بالغسيل الكلوي والمعرضون أيضا الى الإصابة بأمراض خطيرة مزمنة في حالة عدم تعقيم آلة الغسيل الكلوي. ̄ فيما تكمن أهم الأساليب الوقائية لتفادي حوادث العدوى؟ ̄ ̄أولا على ممارسي الصحة تطبيق توصيات منضمة الصحة العالمية التي تركز على ضرورة الحفاظ على سلامة المريض وتحسين نوعية الخدمات الصحية، ومن حق المريض أن يفرض على طبيبه الالتزام بقواعد النظافة قبل معالجته كمطالبته بغسل اليدين واستعمال القفازات لأن التحلي بالوعي من قبل المريض يجنّب كوارث عديدة ويسهل عملية العلاج، كما ينصح باستعمال الصابون السائل لأنّ الصابون الصلب يمكن أن يكون مصدر انتقال العدوى، إضافة إلى تعقيم وتنظيف الأجهزة الطبية وفقا للمقاييس الدولية فهذه الأشياء البسيطة تقينا من أمراض خطيرة، لأنّ المريض في الجزائر يتوجه إلى مركز صحي لكي يعالج من المرض فيجد نفسه مصابا بأمراض أخرى أكثر خطورة من الأول، لذا نطلب من وزارة الصحة أن تعمل على التحكم في الوضع والقضاء عليه بصفة نهائية باعتباره مشكلا يهدّد الصحة العمومية.