دق الأطباء في العديد من الندوات ناقوس الخطر حول تفاقم الإصابة بأمراض ناتجة عن حمل العدوى من الوسط الاستشفائي حيث تشير آخر الإحصائيات إلى تسجيل 18 بالمائة من المرضى الذين يعالجون بالمستشفيات الجزائرية وقعوا ضحية الإصابة بأمراض أخرى خطيرة بسبب انعدام النظافة وغياب تكوين حقيقي للممرضات وعاملات النظافة. ويعاني قطاع الصحة في الجزائر من مشاكل عديدة في مقدمتها انعدام النظافة، فقد أكد البروفيسور سوكحال عبد الكريم خلال تنشيطه لندوة نقاش احتضنها أمس فوروم «ديكا نيوز» حول الأمراض والعدوى المنتشرة في الأوساط الطبية أن المستشفيات الجزائرية تشهد وضعا كارثيا في ظل غياب النظافة وعدم تعقيم التجهيزات الطبية طبقا للمعايير والمقاييس المعمول بها . وأشار إلى تسجيل 90٪ من حالات العدوى ببعض المصالح الاسشفائية الناتجة عن الفيروسات والميكروبات المنتشرة في الأوساط الصحية والتي أدت إلى وفاة أغلبيتهم سيما الذين يمتلكون مناعة ضعيفة على غرار مرضى السكري والمصابين بفقر الدم المزمن، ما يستدعي تشديد المراقبة للتقليل من نسبة حوادث العدوى . ودعا سوكحال ممارسي الصحة إلى ضرورة تطبيق توصيات منظمة الصحة العالمية التي تركز على ضرورة الحفاظ على سلامة المريض وتحسين نوعية الخدمات الصحية مؤكدا أن ما ينقص لضمان ذلك هو عدم إدراج موضوع نظافة المستشفيات ضمن البرنامج الصحي فيبقى سوء التسيير في مستشفياتنا حسبه الهاجس الأكبر أمام تطور مستوى العلاج فالمريض يتوجه الى مركز صحي لكي يشفى من المرض فيجد نفسه مصاب بأمراض اخر أكثر خطورة من الأول مشددا على ضرورة التحكم في الوضع وإنهائه بصفة نهائية باعتباره مشكلا يهدد الصحة العمومية في بلادنا. وأضاف البروفيسور بأنه لا يمكن الاكتفاء بالتنظيف السطحي وتطهير المكان فقط وإنما من المفروض استخدام تجهيزات معقمة ومواد تتماشى مع المقاييس العالمية مؤكدا أن مسؤولية مكافحة الأمراض الناتجة عن الفيروسات المتنقلة داخل الوسط الاستشفائي مشتركة بين الجميع من الأطباء والممرضات والمستخدمين وحتى المريض الذي من المفروض أن يكون واعيا بحقوقه ليفرض على طبيبه المعالج التقيد بأساليب النظافة اللازمة قبل معالجته كمطالبته بغسل اليدين واستعمال القفازات .