لا حديث للجزائريين هذه الأيام، إلا عن المواجهة المرتقبة التي ستخوضها كتيبة المدرب خاليلوزيتش بالعاصمة البوركينابية عشية اليوم، بداية من الساعة الخامسة بالتوقيت الجزائري أمام أصحاب الدار، برسم ذهاب الدورة الفاصل لبلوغ مونديال البرازيل المقرر إقامتها مطلع الصائفة المقبلة 2014. إعداد: كريم مادي كما عودتنا مباريات المنتخب الوطني الرسمية، هاهي مواجهة اليوم أمام المنتخب البوركيناتبي تسرق كل الأضواء، وبات لسان الجزائريين كبارا وصغارا حتى النسوة منهن والأطفال لا يتحدث إلا عن لقاء بوركينا فاسو، فتناسى الكثيرون الغلاء الفاحش لكباش العيد، وراح كل فرد يدلو بدلوه حول المباراة، وفق منظوره الخاص، فحتى وإن اختلفت الآراء والأحاديث إلا أن الكثيرين يتوقع أن يحقق المنتخب الوطني نتيجة إيجابية لقاء اليوم، وهو الذي نتمناه لزملاء مجيد بوفرة، حتى يتسنى لهم ضمان نصف الطريق إلى البرازيل. حين يتناسى الجزائريون كباش العيد إذا كان الحديث في مختلف ربوع الوطن الحبيب لا يزال يتمحور حول كبش العيد على اعتبار أنه لم يعد يفصلنا عن عيد الأضحى سوى بضعة أيام، إلا أن موضوعا آخر برز على السطح وصار مطروحا بشدة هذه الأيام وجاء ليخطف الأضواء من (الكبش): إنه لقاء السد بين بوركينافاسو والجزائر في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم لعام 2014 الذي سيجري بعد أقل من يومين. فلا يوجد مقهى ولا زاوية عبر كامل جل شوارع وأحياء بلدنا الحبيب لا يطرح فيه النقاش حول هذا اللقاء المصيري الذي ينتظر (الخضر) وحول حظوظ مجيد بوفرة ورفاقه في العودة بنتيجة إيجابية من واغاداغو. إجماع على قدرة "الخضر" تحقيق نتيجة إيجابية عشية اليوم يشكك الغالبية العظمى من الجزائريين في قدرة البوركينابيين على إحباط مخططات حالييلوزيتش، حيث أعرب الكل (أو الأغلبية) عن ثقتهم وتفاؤلهم بنتيجة هذا اللقاء، غير أنهم اتفقوا على نقطة واحدة وهي أن اللقاء سيكون دون شك (صعبا للغاية)، وهذا بسبب تحفز لاعبي الفريق المنافس الذين يحلمون بالتأهل لأول مرة في تاريخ الفريق لكأس العالم ولكن أيضا بسبب الحرارة. ويقول أحد المناصرين الأوفياء لمنتخبنا الوطني (يمتلك الفريق البوركينابي لاعبين ممتازين أمثال جوناتان بيترويبا وأريستيد بانسي أو بكاري كوني لكن لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يمنع سفيان فغولي والعربي هلال سوداني وسفير تايدر من العودة إلى الجزائر بنتيجة التعادل على الأقل). على عكس هذا المناصر، مناصر آخر مهوس بكرة القدم وبحبه الجنوني لمنتخبنا الوطني، أبدى تخوفه من أن يستهين الفريق الجزائري بخصمه ولا يأخذ الأمور على محمل الجد وهذا ما ستكون نتيجته حسب رأيه (كارثية بجميع المقاييس). ويضيف بالقول بأن (جميع الجزائريين وأنا أولهم صرنا نقفز من الفرح لما أوقعتنا القرعة مع هذا الفريق وصار الجميع يرى الفريق الجزائري في البرازيل) . ويردف مراد (يجب احترام فريق بوركينافاسو ومراقبة هجماته المرتدة)، معتبرا تحقيق التأهل يتطلب لعب هذا اللقاء على أنه (لقاء نهائي ونسيان أن هناك لقاء عودة سيلعب بالبليدة). رأي الجمهور الجزائري في التشكيلة المثالية في مواجهة اليوم علاوة على ذلك، وبما أن عدد المدربين في الجزائر يساوي عدد السكان، فلكل رأيه في التشكيلة المثالية التي يجب أن تلعب هذا اللقاء للتغلب على البوركينابيين. فمنهم المؤيدون لعودية في منصب مهاجم وآخرون لسليماني وفئة ثالثة لغيلاس ومنهم من يفضلون فوزي غلام في الجناح الأيسر للدفاع على جمال مصباح والعكس صحيح، حيث يبرعون في عرض (ثقافتهم الكروية) بل ويقدمون حججهم على ذلك من خلال عبارة (أنا لو كنت مكان المدرب ل .....). وعلى رأي أحد المناصرين بأن الفريق الجزائري واع برهان هذا اللقاء و(سيلعب لقائين كبيرين بواغادوغو وبالبليدة وسيتأهل لمونديال البرازيل لأنه، حسب ما أضاف، عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الراية الجزائرية يكون لاعبونا دائما جاهزين ومستعدين). الجزائريون يستعيدون روح أيام أم درمان وحتى وإن كانت المدن الجزائريين وحتى قراها تشهد حماسا كبيرا خلال هذه الأيام الأخيرة، لكن لا يمكنه أن يضاهي تلك الأجواء التي رافقت اللقاء الشهير بأم درمان في 2009 والذي جمع الفريق الجزائري بنظيره المصري، حيث اجتاحت الحمى كامل الجزائر لكن ما لا يمكن الشك فيه هو أن الحركة بجل شوارع بلدنا الحبيب ستنقص بشكل كبير عشية اليوم، في الوقت الذي يلعب فيه هذا اللقاء الهام، فحظ موفق لمنتخبنا الوطني.