يضبط الشارع الجزائري هذه الأيام أجندته على حدثين هامين جدا أولهما: موعد مباراة السد والتي ستجمع بين الفريق الوطني مع نظيره البوركينابي في واغادوغوا يوم السبت المقبل، وثانيها الاستعداد لإحياء سنة النبي إبراهيم الخليل والذي لم يتبقّ عليها سوى أيام معدودات. ولأن تاريخ المباراة الحدث يشغل تفكير الجميع واستطاعت أن تلقي بظِلالها على ما يدور في الشارع الجزائري، فقد أصبح الشبان يتنافسون في إطلاق أسماء لاعبي الخضر على خرفانهم والتقاط أجمل الصور بأقمصة وأعلام الفريق الوطني، بل إن هناك من فضل تقليد قصة شعر أحد لاعبيه ثم عرضها على صفحات التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، وهو ما يحظى بإعجاب عشاق المنتخب الذين لم يتمكنوا من التنقل إلى أدغال إفريقيا لمساندة فريقهم فوجدوا فيها نوعا من الدعم المعنوي. يستحيل أن تمرّ المواعيد الرياضية الهامة في الجزائر البلد الذي يتنفس شعبه كرة القدم دون أن تترك بصمتها الشعبية؛ فالجمهور الرياضي الجزائري المتميز معروف بخرجاته غير التقليدية في كل موسم ومع كل موعد كروي، ويحرص في كل مرة على أن تكون مختلفة على سابقتها وغير تقليدية. ولأن عيد الأضحى يصادف هذه السنة موعد مباراة السد بين "محاربي الصحراء" ومنتخب "الخيول"، ابتكر الشباب أساليب عصرية لمساندة منتخبهم الوطني، ومن بينهم الشاب "عادل"، الذي عرض منذ يومين صورة لكبش العيد، أطلق عليه اسم "سفير تايدر" على صفحة التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، بعد أن قام بتغيير "لوكه" أي مظهره الخارجي وقص له شعره على طريقته ثم قام بتثبيت خصلاته بمثبت الشعر، وهي الصورة التي نالت إعجاب الكثيرين حتى أنهم وجدوا القصة مناسبة للخروف. في حين أطلق "عبد الغني" ابن الحراش، اسم "مبولحي" على خروفه الأسمر صاحب النظرات الحادة والثاقبة، حيث يقول "عبد الغني": كنت أفكر في الذهاب لمشاهدة المباراة لكن لم يكن لدي المال الكافي، فأنا أعمل في بيع الهواتف النقالة في الدلالة وما جنيته اشتركت به مع إخوتي لشراء أضحية العيد، لقد اخترتها بنفسي تيمنا بحارس المنتخب الوطني. في حين اهتدى أحد الشباب وهو من أنصار فريق مولودية الجزائر إلى وضع القليل من صبغة الشعر الصفراء على خروفه ليطلق عليه اسم "شاوشي" كنوع من الدعم والمساندة للحارس السابق للمنتخب الوطني ولفريق المولودية، والذي تمت معاقبته خلال مباراة الكأس العام الماضي، وإبعاده عن الميادين رغم إمكانياته الكبيرة وهو ما تأثر به أنصار الفريق. كما انتشرت في نفس الوقت صور كباش يرتدون أقمصة لمختلف لاعبي الفريق الوطني وملفوفين بالأعلام الوطنية، وهو ما يؤكد استعداد المناصرين وتحضيرهم لاحتفالات كبيرة في حال تمكن الخضر من تحقيق الفوز في لقاء الذهاب على حساب أصحاب الأرض والعودة بنتيجة ايجابية، حيث أقسم "السعيد" ابن حي "صالموبي" على نحر أضحية العيد بعد المباراة في حال تحقيق الفريق الوطني نتيجة ايجابية تساعده على ضمان تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل 2014، مستطردا أن "ظروف عملي لم تسمح لي بالسفر لكنني سأذبح كبش العيد إذا فزنا على بوركينافاسو وسأحتفل رفقة أبناء الحي، ثم أشتري أضحية أخرى بدلا منها". وقد أجمع الشارع الجزائري على أن عيد الأضحى فأل خير على الفريق الوطني كما كان ذلك قبل 4 سنوات متمنين الفوز للفريق الوطني وعيدا سعيدا للجميع.