* الدرك والأمن في الموعد... و"نات كوم" في مواجهة أطنان من النفايات شهدت أيّام عيد الأضحى المبارك هذه السنة تنظيما محكما على غير العادة، حيث جنّدت مختلف المؤسسات الخدماتية جميع وحداتها لضمان العمل طيلة أيّام العيد دون انقطاع تجنّبا لرحلة البحث عن مادتي الخبز والحليب حتى وإن كانت هذه الأخيرة قد عرفت نقصا وحتى الوقود التي كان يتخبّط فيه المواطنون خلال المواسم الفارطة، ورغم ذلك فقد سجّلت أزمة حليب وأحيانا أزمة خبز في كبريات المدن، بينما حافظت الحركية التجارية على الحدّ الأدنى في غالبية المدن الصغيرة، كما كان تذبذب حركة النقل نقطة (سوداء) أخرى في (العيد الكبير). أعلنت مختلف المؤسسات التي يكثر الطلب عليها جاهزيتها وتجنّدها في عيد الأضحى على خلاف المواسم التي شهدت حالة استنفار قصوى بسبب غياب الوقود وحوّلت فرحة العيد إلى رحلة بحث في قائمة المستلزمات أبرزها المواد الاستهلاكية من خبز وحليب، فضلا عن قلّة حركة وسائل النقل أيّام العيد. أنهت القرارات المتّخذة مؤخّرا من قِبل مختلف الإدارات تحسّبا لعيد الأضحى حالة القلق لدى المواطنين بعد أن أعلنت مؤسسة (نفطال) اتّخاذ إجراءات استثنائية لتتمكّن من توفير البنزين لمستعملي السيّارات. وفي هذا الصدد أكّدت شركة (نفطال) أن محطات الخدمات ونقاط البيع ستبقى مفتوحة طيلة يومي العيد عبر كامل التراب الوطني، وأنه سيتمّ ضمان توزيع الوقود وقارورات الغاز عبر كامل محطات الخدمات ونقاط البيع التابعة لشبكتها خلال النّهار واللّيل عبر كامل التراب الوطني تجنّبا لأزمة وقود تشهدها العاصمة ومختلف الولايات في كلّ مناسبة، حيث تصنع طوابير السيّارات مشهدا مأساويا يسرق فرحة العيد وراحة المواطنين. أزمة حليب شرق العاصمة والخبّازون يلتزمون من جهتها، اتّخذت وزارة التجارة بالتنسيق مع الاتحاد العام للتجّار والحرفيين إجراءات جديدة وصارمة لضمان مداومة التجّار وتفادي تجويع الجزائريين أيّام العيد، أين يجد المواطنون أنفسهم في رحلة بحث عن أهمّ المواد الاستهلاكية لعيد الأضحى، حيث هدّدت المخالفين لنظام المداومة بعقوبة مالية تتمثّل في دفع غرامة 50 ألف دينار أو الغلق لمدّة شهر لردع المخالفين. حيث مسّت هذه الإجراءات التجّار المداومين 14 ألف و146 تاجر على المستوى الوطني، بينهم 1286 تاجر في العاصمة فقط، من بينهم 3488 خبّاز ألزمتهم قائمة الوزارة بالسهر على تأمين مادة الخبز للمواطنين أيّام العيد. وقد سمح ضبط قوائم التجّار المعنيين بالمداومة بتفادي أزمة الخبز، وهو نفس الشأن بالنّسبة لمادة الحليب التي يكثر عليها الطلب أيّام العيد، غير أنها عرفت تذبذبا في التوزيع يومي العيد، حيث استغلّ الموزّعون فرصة العيد لليّ ذراع الإدارة وممارسة الضغط عليها خدمة لمصالحهم وذلك بشلّ حركة توزيع الحليب من مصنع بودواو إلى الجهة الشرقية للعاصمة التي عاشت أزمة حليب عشية عيد الأضحى بعد توقّف الموزّعين عن نقل الحليب إلى المحلاّت التجارية وحرم آلاف المستهلكين بضواحي الأربعاء ومفتاح ومناطق أخرى شرق العاصمة من التزوّد بهذه المادة الأساسية، ممّا أثار حالة من الفوضى لدى المستهلكين الذين وجدوا أنفسهم مضطرّين إلى شراء حليب غير مدعّم. وحدات الأمن والدرك في الموعد في نفس السياق، ومن أجل ضمان تنقّل آمن للمواطنين وضعت المصالح الأمنية من درك ومديرية الأمن مخطّطا استثنائيا في فترة العيد بنشر قواتها على مستوى مختلف التجمّعات السكنية والطرقات لفتح حركة المرور والتقليل من أزمة الاختناق التي تكثر في عيد الاضحى بسبب كثرة الحركة لدى المواطنين الذين يتنقّلون من أجل التهاني. في هذا السياق، وضعت قيادة الدرك مخططا أمنيا لضمان جاهزية تامّة لعناصرها من أجل توفير الأمن والسكينة العمومية للمواطن، لا سيّما طرق المواصلات ومحيط التجمّعات السكانية، حيث تمّ وضع تشكّلات خاصّة على مستوى محطات النقل وشبكات خطوط السكك الحديدية، خاصّة وأن عيد الأضحى يشهد حركة كبيرة للمواطنين وتنقّلا هامّا للسيّارات والمسافرين، سواء داخل المدن أو خارجها أو التنقّل ما بين الولايات، حيث اتّخذت جملة من الإجراءات والترتيبات الأمنية والمرورية من خلال وضع برامج وخطط وقائية وردعية وقمعية تباشر العمل بها وحدات الدرك الوطني بكلّ تشكيلاتها العملياتية الموضوعة في الخدمة على مستوى كلّ ولايات الوطن التي تضمن استمرارية الخدمة خلال أيّام العيد كباقي الأيّام الأخرى وهذا من خلال ضمان عمل كلّ الوحدات الإقليمية ووحدات المتخصصة، مع وضع تشكيل خاص بأمن الطرقات ووحدات أمن التدخّل عبر مداخل المدن وأهمّ الطرق السريعة والطريق السيّار وكلّ طرق المواصلات بما فيها شبكة خطوط السكّة الحديدية وتأمين القطارات ومحطات نقل المسافرين، كما قرّرت تكثيف الدوريات لتعزيز الأمن بالحضور الدائم والمستمرّ في الميدان لعناصر الدرك الوطني من أجل تحقيق مسعى الأمن الجواري وضمان سيولة حركة المرور. 7500 عون نظافة يفشلون في رفع فضلات الأضاحي من جهة أخرى، فشلت مؤسسة (نات كوم) لرفع النفايات في القضاء على أزمة رفع بقايا العيد رغم تجنيد 7500 عون نظافة للتكفّل بجمع فضلات الأضاحي والمحافظة على نظافة المحيط بمناسبة عيد الأضحى المبارك. وأوضح مدير مؤسسة (نات كوم) بن عالية أحمد أنه تمّ وضع برنامج خاص للتكفّل بجمع فضلات الأضاحي، حيث تمّ تسخير 300 شاحنة وقرابة خمسة آلاف عون نظافة يقومون بجولات في الأحياء خلال يومي العيد بداية من التاسعة ليلا لإنجاح عملية الجمع. من جهتها، جنّدت مؤسسة (إكسترا نات) بدورها قرابة 2.500 عون نظافة و250 شاحنة بمناسبة عيد الأضحى لتدعيم جهود النظافة، حيث عملت الشركة على الإبقاء على تطهير الأحياء من بقايا ومخلّفات الأضاحي وجمع النفايات بالتنسيق مع البلديات المعنية. كما جنّدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية 1432 طبيب بيطري و288 تقني بيطري في مسعى لتحسيس المواطنين بمختلف الإجراءات المتعلقّة بالنظافة وتعزيز مراقبة تنقّل الماشية عبر أنحاء الوطن.