نكسة عيد الفطر ترسم مخططات استعجالية في عيد الأضحى أعلنت مختلف المؤسسات التي يكثر الطلب عليها جاهزيتها وتجندها في عيد الاضحى على خلاف المواسم التي شهدت حالة استنفار قصوى بسبب غياب الوقود، وحولت فرحة العيد إلى رحلة بحث في فائدة المستلزمات أبرزها المواد الإستهلاكية من خبز وحليب، فضلا عن قلة حركة وسائل النقل أيام العيد. أنهت القرارات المتخذة مؤخرا من قبل مختلف الإدارات تحسبا لعيد الأضحى حالة القلق لدى المواطنين وذلك بعد أن أعلنت مؤسسة نفطال اتخاذ إجراءات استثنائية لتتمكن من توفير خدماتها الاجتماعية للمواطنين. وفي هذا الصدد، أكدت شركة نفطال أن محطات الخدمات ونقاط البيع ستبقى مفتوحة طيلة يومي العيد عبر كامل التراب الوطني. وأعلنت هذه الشركة أنه سيتم ضمان توزيع الوقود وقارورات غاز عبر كامل محطات الخدمات ونقاط البيع التابعة لشبكتها خلال النهار والليل عبر كامل التراب الوطني، وذلك تجنبا لأزمة وقود تشهدها العاصمة ومختلف الولايات في كل مناسبة، حيث تصنع طوابير السيارات مشهدا مأساويا يسرق فرحة العيد وراحة المواطنين. من جهتها، اتخذت وزارة التجارة بالتنسيق مع الإتحاد العام للتجار والحرفيين إجراءات جديدة وصارمة لضمان مداومة التجار وتفادي تجويع الجزائريين أيام العيد، أين يجد المواطنون أنفسهم في رحلة بحث عن أهم المواد الإستهلاكية لعيد الأضحى، حيث هددت المخالفين لنظام المداومة بعقوبة مالية تتمثل في دفع غرامة 50 ألف دج أو الغلق مدة شهر لردع المخالفين، حيث مست هذه الإجراءات التجار المداومين 14 ألف و146 تاجرا على المستوى الوطني، بينهم 1286 تاجرا بالعاصمة فقط، من بينهم 3488 خبازا ألزمتهم قائمة الوزارة بالسهر على تأمين مادة الخبز للمواطنين أيام العيد وقد سمح ضبط قوائم التجار المعنيين بالمداومة بتفادي أزمة الخبز، وهو نفس الشأن بالنسبة إلى مادة الحليب التي يكثر عليها الطلب أيام العيد، غير أنها عرفت تذبذبا في التوزيع يومي العيد، حيث استغل الموزعون فرصة العيد للوي ذراع الإدارة وممارسة الضغط عليها خدمة لمصالحهم وذلك بشل حركة توزيع الحليب من مصنع بودواو إلى الجهة الشرقية للعاصمة التي عاشت أزمة حليب عشية عيد الأضحى بعد توقف الموزعين عن نقل الحليب إلى المحلات التجارية وحرم آلاف المستهلكين بضواحي الاربعاء ومفتاح ومناطق أخرى شرق العاصمة من التزود بهذه المادة الأساسية مما أثار حالة من الفوضى لدى المستهلكين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لشراء حليب غير مدعم. وفي نفس السياق ومن أجل ضمان تنقل آمن للمواطنين، وضعت المصالح الأمنية سواء من درك أو مديرية الأمن مخططا استثنائيا في فترة العيد بنشر قواتها على مستوى مختلف التجمعات السكنية والطرقات لفتح حركة المرور والتقليل من أزمة الاختناق التي تكثر في عيد الأضحى بسبب كثرة الحركة لدى المواطنين الذين يتنقلون من أجل التهاني. وفي هذا السياق، وضعت قيادة الدرك مخططا أمنيا لضمان جاهزية تامة لعناصرها من أجل توفير الأمن والسكينة العمومية للمواطن، لاسيما طرق المواصلات ومحيط التجمعات السكانية وذلك لضمان سهولة التنقل وأمن المواطنين، حيث تم وضع تشكلات خاصة على مستوى محطات النقل وكذا شبكات خطوط السكك الحديدية، خاصة أن عيد الأضحى يشهد حركة كبيرة للمواطنين وتنقل هام للسيارات والمسافرين سواء داخل المدن أو خارجها أو التنقل مابين الولايات، حيث اتخذت جملة من الإجراءات والترتيبات الأمنية والمرورية من خلال وضع برامج وخطط وقائية وردعية وقمعية تباشر العمل بها وحدات الدرك الوطني بكل تشكيلاتها العملياتية الموضوعة في الخدمة على مستوى كل ولايات الوطن التي تضمن استمرارية الخدمة خلال أيام العيد كباقي الأيام الأخرى وهذا من خلال ضمان عمل كل الوحدات الإقليمية والوحدات المتخصصة، مع وضع تشكيل خاص بأمن الطرقات ووحدات أمن التدخل عبر مداخل المدن وأهم الطرق السريعة والطريق السيار وكل طرق المواصلات بما فيها شبكة خطوط السكة الحديدية وتأمين القطارات ومحطات نقل المسافرين.كما قررت تكثيف الدوريات لتعزيز الأمن بالحضور الدائم والمستمر في الميدان لعناصر الدرك الوطني من أجل تحقيق مسعى الأمن الجواري، ضمان سيولة حركة المرور. من جهة أخرى، فشلت مؤسسة نات كوم لرفع النفايات في القضاء على أزمة رفع بقايا العيد رغم تجنيد 7.500 عون نظافة للتكفل بجمع فضلات الأضاحي والمحافظة على نظافة المحيط بمناسبة عيد الأضحى المبارك. وأوضح مدير مؤسسة "نات كوم" بن عالية أحمد أنه تم وضع برنامج خاص للتكفل بجمع فضلات الأضاحي، حيث تم تسخير 300 شاحنة وقرابة خمسة آلاف عون نظافة يقومون بجولات في الأحياء خلال يومي العيد بداية من التاسعة ليلا لإنجاح عملية الجمع.