سجّلت مصالح أمن ولاية سطيف مؤخّرا عند مطالبة عناصر إحدى الدوريات سائق سيّارة سياحية من نوع (رونو لوغان) بالتوقّف لمراقبة وثائق مركبته بعد ملاحظتهم إقدامه على القيام بعدّة مناورات خطيرة، إضافة إلى أن لوح ترقيم سيّارته كان غير واضح ولا مطابقا للمعايير القانونية المعمول بها، ممّا استدعى مطالبته بالتوقف لكنه رفض الامتثال وفضّل الفرار إلى وجهة مجهولة. من أجل توقيف صاحب السيّارة الذي كان يشكّل خطرا على مستعملي الطريق الآخرين وحتى مرافقيه بسبب قيادته غير السليمة وتهوّره ومناوراته الجدّ خطيرة، إضافة إلى عدم امتثاله لعملية مراقبة كانت روتينية تمّ إخطار جميع الوحدات المنتشرة في الميدان من أجل الحيلولة دون تسبّبه في حوادث مرورية محتملة، فيما تمكّنت إحدى الدوريات من تحديد مكان السيّارة محلّ الشبهة وتوقيفها بالمحاذاة من حي (الأبراج سطيف) مع الشروع في مراقبتها. وأثناء عملية المراقبة تمّ ضبط سلاح أبيض من الصنف السادس (سيف)، لكن تفاجأ عناصر الدورية بإقدم أحد الرّاكبين الثلاثة على النّزول حاملا دلوا به سائلا سريع الالتهاب (بنزين) ويقوم بصبّ كمّية منه على قارعة الطريق، فيما تكفّل شريكه بإضرام النّار على الأرض باستعمال ولاّعة، كما أقدما على تهديد عناصر الأمن الذين كانوا بصدد إجراء عملية المراقبة تلك، حيث أجبروا بموجب ذلك على التراجع وتوقيف عملية المراقبة تجنّبا لأيّ نتائج وخيمة محتملة، مع إبعاد سيّارة المصلحة التي حاولا إضرام النّار في ها أيضا، وهذا أمام دهشتهم (عناصر الشرطة) كون تلك الحادثة تعدّ سابقة كان سببها سوء التصرّف وعدم ضبط النفس. إحترافية عناصر الشرطة وضبطهم لأنفسهم أمام تهوّر هؤلاء الشباب وعدم الخوض معهم في ملاسنات ولا مشادّات قد تؤدّي إلى ما لا يحمد عقباه كان دليل خبرة رجال الشرطة وإنسانيتهم اللاّ متناهية التي وصلت إلى درجة تعرّضهم للإهانة ومحاولة الحرق دون إبداء أيّ استياء أو تذمّر، فطنتهم كانت كفيلة بتدوين لوح رقم السيّارة محلّ الشبهة التي لاذ أصحابها بالفرار، ومن ثَمّ فتح تحقيق معمّق في ملابسلت تلك القضية أفضى إلى تحديد هوية المتورّطين الثلاثة مع توقيف اثنين منهم، أحيلوا أمام العدالة بتهمة جناية محاولة الحرق العمدي لمركبة ملك للدولة مع جنحة إهانة أفراد القوة العمومية، حيث أودع أحدهم رهن الحبس المؤقّت فيما وضع الآخر تحت الرقابة القضائية. وأكّد رئيس أمن ولاية سطيف على خلفية هذه الحادثة التي استغرب لوقوعها أنها واحدة من الممارسات نادرة تماما والدخيلة على المجتمع السطايفي الذي تعوّدت مصالحه على احترامه المتبادل وتعاونه الدائم والمتواصل.