المقصود من ضرورة مواكبة دفتر شروط الاحتراف هو وضع الفرق التي تزعم بالاحترافية أمام حتمية الاعتراف بالحقيقة المرّة، لأنه عندما يصل الأمر إلى عدم إجراء مباراة رسمية في البطولة المحترفة الثانية بسبب عدم حضور سيّارة الإسعاف يعني أن الإشكال الذي بات يهدّد مستقبل الكرة الجزائرية يكمن بالدرجة الأولى في عدم احترافية غالبية المسؤولين المشرفين على تسيير هذه الفرق طالما أن الإدارة المسيّرة لفريق محترف وجدت صعوبة كبيرة في تفادي (التبهديلة)، لأن ما حدث في مستغانم يعدّ بمثابة تأكيد على أننا لسنا مؤهّلين لبلوغ الاحتراف الذي يتغنّى به أصحاب المشروع نظير صرف أموال طائلة سخّرتها أعلى السلطات في سبيل تفعيل الحركة الرياضية تماشيا وشريحة الشباب التي تزخر بها الجزائر. ليس من المعقول التهرّب من الحقيقة المرّة في الوقت الذي كان من المفترض فيه بهيئة روراوة مراجعة حساباتها دون استعمال ورقة العاطفة لاحتواء الوضع الصعب الذي بات ينخر الكرة الجزائرية، لأن التباهي بتواجد المنتخب الوطني على بعد تسعين دقيقة عن موعد البرازيل ليس بالضرورة أن الكرة الجزائرية تسير في الطريق الصحيح وإنما العكس، الأمر أضحى أكثر تأزّما طالما أن سياسة الترقيع هي التي باتت قوة التسيير في بطولة احترفية على الورق.