تحوّل داء المالاريا إلى صداع حقيقي في رأس الحكومة ومصدر مؤكّد لإرعاب الجزائريين بعد أن تواترت الأنباء عن تزايد عدد المصابين به، خصوصا العائدين من بوركينا فاسو بعد مرافقتهم (الخضر) بمناسبة ذهاب الدور الحاسم المؤهّل إلى مونديال 2014، والذين لم يلتزموا بأخذ الاحتياطات الصحّية اللاّزمة، ودفع الرّعب الذي يعيشه الشارع وارتفاع عدد الإصابات وزارة الصحّة إلى التحقيق عاجلا في الموضوع. وزير الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف أعلن أمس بأدرار أنه تمّ تشكيل لجنة تقوم حاليا بالتحقيق في أسباب حالات الإصابة بالمالاريا التي سجّلت مؤخّرا في بعض مناطق الوطن. وأوضح الوزير في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش الزيارة التفقّدية للوزير الأوّل عبد المالك سلال إلى ولاية أدرار أنه (تمّ تسجيل 6 حالات إصابة بالمالاريا في الجزائر)، مشيرا إلى أن (التحقيق في أسباب العدوى لا يزال جار، وأنه سيتمّ الإعلان عن نتائجه غدا الخميس). وذكر السيّد بوضياف في هذا السياق أن الجزائر (تمكّنت من القضاء على هذه الأمراض المعدية بفضل الإمكانيات التي سخّرتها)، إلاّ أنه يصعب كما قال (التحكّم فيها عندما تنتقل العدوى من مناطق أخرى) خارج التراب الوطني، وأكّد أيضا أن المصالح المختصّة في علم الأوبئة (مطالبة حاليا بمضاعفة جهودها للوقاية من هذه الامراض الوافدة من الخارج). كما أوضح السيّد بوضياف في هذا الصدد أن المصابين بهذه الامراض (غالبا ما يصرّحون بأنهم أتوا من بلد معيّن). لم يتوقّع أكثر المتشائمين أن تنقّل عدد كبير من أنصار المنتخب الوطني إلي بوركينا فاسو لمساندة (الخضر) في موقعة واغادوغو ستنتج عنه كارثة صحّية، حيث أن تداعيات هذا التنقّل بدأت تلقي بظلالها على الواجهة، كما أن النتائج سيكون وقعها خطير جدّا في ظلّ إصابة 7 مناصرين بالمالاريا، يتواجد 6 منهم بمستشفى القطّار أمّا المناصر السابع ويتعلّق الأمر ب (هايدي عبد الحميد) فيخضع حاليا للعلاج بمستشفى بوفاريك، ويقطن هذا المناصر ببلدية العفرون. وقالت مصادر موثوقة إن التحاليل الطبّية التي أجراها المناصر حميد هايدي بمجرّد إسعافه في مستشفى بوفاريك كشفت أنه يعاني من المالاريا التي تنخر كبد الإنسان ثمّ تنتقل إلى الأمعاء حتى تهتكها عن آخرها. وكانت المالاريا سببا وضع حدّا لحياة مصوّر التلفزيون الجزائري الذي وافته المنية منذ أيّام مباشرة بعد عودته من بوركينا فاسو، حيث أنجز مهمّته على أكمل وجه، إلاّ أن عدم تناوله للدواء قبل السفر بأسبوع عجّل بإصابته بالمرض ووفاته. وقد أكّدت زوجة الفقيد أن الرّاحل لم يتناول الدواء، سيّما وأن مسؤولي التلفزيون لم يقتنوه له وأكّدوا له أن الأمر لا يحتاج إلى دواء مادام أن مدّة سفريته لا تتعدّى الأسبوع. جدير ذكره أن 225 مليون شخص مصابين بالمالاريا في العالم، وأن هذا المرض قتل 781 ألف شخص في 2009. وكشف مصدر طبّي من مستشفى الدكتور (تريشين إبراهيم) في غرداية عن تسجيل 5 حالات جديدة بداء حمّى المستنقعات (المالاريا) في بلدية العطف. وقال ذات المصدر إن الحالات الخمس المكتشفة تخضع حاليا للعلاج ويوجد منها إصابة جدّ متقدّمة وحالة ثانية لطفل لا يتعدّى سنّه 5 سنوات. وانتقل داء المالاريا ذو الأصول الإفريقية من بلدية بنّورة إلى بلدية العطف بغرداية. وقد أثار انتشار الداء حالة من الرّعب في بلدية العطف، علما بأن ولاية غرداية شهدت في أقلّ من سنة 6 وفيات بداء حمّى المالاريا، وقد اكتشفت الحالات في بلديتي بنّورة وضاية بن ضحوة. وتشير تقارير طبّية إلى أن المرض قد ينتقل إلى عدّة مناطق في الجنوب الجزائري.