ال مصدر أمني لبناني إن انفجارين وقعا في محيط السفارة الإيرانية في الضاحية الجنوبية لبيروت صباح أمس، ما أدّى لمقتل ما يزيد عن 32 شخص وجرح حوالي 146، فيما أكّد مصدر في حزب الله مقتل المستشار الثقافي في السفارة إبراهيم الأنصاري. وأشار المصدر الأمني إلى أن الانفجارين وقعا بفارق زمني لا يتعدى الدقيقة قرب السفارة الإيرانية في منطقة بئر حسن التي تضم مباني سكنية، حيث يقيم عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين، ومكاتب لعدة محطات تلفزيونية مناصرة لحزب الله والنظام السوري، مثل محطة المنار التابعة للحزب وتلفزيون الميادين. ونفى المصدر أن يكون الانفجاران ناتجان عن صواريخ ضربت المنطقة، ولكنه لم يحدد طبيعة الانفجار حتى الآن. وتحدثت معلومات عن أن التفجيرين قد يكونا نتجا عن انفجار سيارة أو دراجة نارية أو أن يكون الأول نفذه انتحاري بعد أن حاول حراس السفارة بإطلاق النار عليه والثاني نتيجة سيارة مفخخة أو انتحاري ثاني. وقتل أكثر من 32 شخصا وجرح حوالي 146 آخرين بحسب مصادر طبية وشهود عيان. وأكّد مصدر في حزب الله مقتل المستشار الثقافي في السفارة إبراهيم الأنصاري، مرجحا أن يكون الانفجاران جراء عمليتين انتحاريتين بفارق وقت قصير. وقال السفير الايراني في بيروت، غضنفر ركن أبادي أن الأنصاري أصيب بجروح بليغة وأنّه تتم متابعة حالته في المستشفى، مشيرا إلى أنه لا إصابات في صفوف عمال السفارة. واتهم _عملاء الكيان الصهيونيس بالوقوف وراء الانفجار، مشددا على أن (العمليات الإرهابية ستزيدنا ثباتا وتثبت أحقية نهجنا في نصرة أصحاب الحق في العالم). وهرعت عشرات سيارات الإسعاف لمكان الانفجار، حيث فرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا حوله لاخلاء المصابين. ونتج عن الانفجارين، احتراق أكثر من 8 مبان سكنية، واشتعال النيران في عدد من السيارات فيما شوهدت جثث مفحمة على الأرض. وأدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ما اسماه ب (العمل الإرهابي الجبان)، واضعا إياه في خانة توتير الأوضاع في لبنان واستخدام الساحة اللبنانية لتوجيه الرسائل السياسية في هذا الاتجاه أو ذاك. واعتبر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل في تصريح من مكان الانفجارين أن الانفجار (عمل إرهابي كبير ومجرم وهو جزء من معركة الإرهاب مع اللبنانيين)، مؤكدا استنفار المستشفيات لاستقبال الشهداء والجرحى. واتهم النائب عن حزب الله علي عمار (بعض العرب وبخلفية إسرائيلية بحتة، بإطلاق هذا الوحش الإرهابي استهدف المدنيين). وأفاد مراسلون في طرابلس شمال لبنان، حيث الأكثرية السنية، عن إطلاق مفرقعات نارية تزامنا مع شيوع خبر الانفجار من باب الابتهاج. وأوضح أن الأهالي تهافتوا على مدارس المدينة لاصطحاب أولادهم مع تسجيل حركة تراجع كبيرة في الحركة في شوارع المدينة. ووقع انفجاران في الضاحية الجنوبية لبيروت في أوت الماضي، الأول في منطقة بئر العبد، أدّى إلى سقوط عدد من الجرحى، والآخر في منطقة الرويس راح ضحيته 30 قتيلا ومئات الجرحى. وبعد الانفجار الثاني، اتخذ حزب الله سلسلة إجراءات أمنية مشددة على الداخلين والخارجين من الضاحية الجنوبية، وأقام حواجز تفتيش أمنية عند كل مداخل الضاحية؛ تخوفا من دخول سيارات مفخخة إلى المنطقة، وهو ما فسر من المنتقدين بان الحزب ينتهج سياسة (الأمن الذاتي).