تبنّت اللّجنة المعنية بحقوق الإنسان في الجمعية العامّة للأمم المتّحدة قرارا يدين ما وصفته بالانتهاكات الواسعة والممنهجة لحقوق الإنسان من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويدين القرار الذي قدّمته السعودية وقطر والكويت والإمارات بشدّة استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين. صوّتت 123 دولة لصالح القرار الذي يطالب بمحاسبة من يقفون وراء استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السوريين، بينما عارضته 13 دولة من بينها روسيا وإيران، وامتنعت 46 دولة عن التصويت. واتّهم المندوب السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري -ردّا على القرار- المملكة العربية السعودية بدعم ما وصفها بمجموعات إرهابية تسببت في تفجيري بيروت أول أمس، وقال إن السعودية طرف رئيسي في تصعيد الأزمة السورية، وعرقلة حلها على أساس سياسي من قبل السوريين أنفسهم. وقد ردّ المندوب السعودي لدى الأممالمتحدة عبد اللّه المعلمي على المندوب السوري بالقول إن بلاده لا تقصف مدنها أو تقتل شبابها وأطفالها، ودعاه إلى عدم التستر على ما وصفها بجرائم النظام السوري. من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة على المناقشات الجارية في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن أسلحة سوريا الكيميائية قد يتم التعامل معها وتدميرها في البحر. وتأتي هذه التطورات بعد أربعة أيام على رفض ألبانيا طلبا أميركيا بإقامة مصنع لإبطال مفعول تلك الأسلحة على أراضيها. وقال دبلوماسيون غربيون ومسؤول في المنظمة بلاهاي بهولندا لوكالة (رويترز) إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تدرس إمكانية القيام بهذه المهمة في البحر على متن سفينة أو منصة بحرية، وتأكيدا لما دار في المناقشات قال مسؤول (الشيء الوحيد المعروف في الوقت الرّاهن هو أن ذلك قابل للتنفيذ من الناحية الفنّية)، وشدّد على أنه لم يتخذ قرار بعد، بينما قال خبراء مستقلون إنه رغم تعامل دول أخرى أبرزها اليابان مع أسلحة كيميائية في البحر فإن إجراء عملية واسعة ومعقدة بهذا الشكل في البحر سيكون أمرا غير مسبوق في ضوء التحدي الكبير لإبطال أكثر من ألف طنّ من المواد الكيميائية في خضّم حرب بالبلاد، ورغبة حكومات مثل ألبانيا في تجنب احتجاجات شعبية مناهضة لإقامة أيّ منشأة لهذا الغرض. النّظام يصعّد بالقلمون وتواصل المعارك بحلب ميدانيا، قصفت القوات النّظامية السورية صباح أمس الأربعاء بلدات في منطقة القلمون شمال دمشق بعدما سيطرت على بلدة قارّة المهمّة في هذه المنطقة. وفي حلب حيث حقّقت القوات النّظامية تقدّما في الأيّام القليلة الماضية، تواصلت المعارك في محيط مطار المدينة وفي أحياء داخلها. قالت شبكة (شام) إن بلدة يبرود في القلمون بريف دمشق تعرضت صباح أمس لقصف مدفعي عنيف، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إنه استهدف منطقة ريما في البلدة، وأضافت أن أصوات انفجارات قوية سمعت صباح أمس في أطراف مدينة النبك بمنطقة القلمون أيضا، وأشارت إلى استهداف الجيش الحرّ مبنى الأمن العسكري وحاجز الجلاب في أطراف مدينتي النبك ودير عطية. وشمل القصف المدفعي في الساعات الأخيرة بلدات أخرى في القلمون المجاورة للبنان بما في ذلك بلدات (مضايا) و(الزبداني) و(بقين)، حسب شبكة (شام) ولجان التنسيق. وكانت القوات النّظامية السورية أعلنت أنها استعادت بلدة (قارة) التي تقع بمنطقة القلمون على مسافة ثمانين كيلومترا شمال دمشق بالقرب من طريق سريع يربط العاصمة بحمص والساحل. وقالت في بيان إنها قتلت أعدادا كبيرة من (الإرهابيين) الذين كانوا متحصّنين في البلدة، ويحاولون استهداف طريق دمشق حمص. وأضاف البيان أن استعادة قارة عززت إحكام السيطرة على خطوط الإمداد والمعابر الممتدّة حتى الحدود مع لبنان، وسمحت بغلق طريق تهريب السلاح التي كانت تستخدمها المعارضة حسب البيان نفسه. وتأتي استعادة القوات النظامية بلدة (قارة) بعدما استعادت في الآونة الأخيرة بلدات بريف دمشق أحدثها السبينة، كما أنها أحرزت تقدما في منطقة حلب، الأمر الذي مكّنها من استعادة بلدات بينها السفيرة وتل حاصل وتل عرن.