تحوم الكثير من الأخطار حول الاستعمال العشوائي للأحذية لاسيما من طرف المرضى المصابين بأمراض مزمنة في ظل انتشار الأحذية غير الصحية خاصة الصينية منها التي أدت إلى الكثير من الكوارث نتيجة عدم احترام المقاييس الصحية في صناعتها، ويكون الأمر أكثر كارثية لدى المصابين بمرض السكري الذين تهددهم إصابات القرحة التي تلحق بالأقدام والتي قد تؤدي إلى بتر القدم وكسب عاهة مستديمة على مدى الحياة عانى منها الكثيرون هذا في حال ما سلم المصاب من الموت نتيجة تفاقم المرض واتساع التقرح. نسيمة خباجة الأخطار التي تتربص بمرضى السكري لا تعد ولا تحصى في ظل غياب الوقاية وعدم أخذ الاحتياطات الضرورية، لاسيما وأن الإحصائيات المخيفة كشفت أن 200 ألف شخص مصاب بمرض السكري هو معرض لبتر القدم من بين أكثر من 3 ملايين مصاب على مستوى القطر الوطني وهي إحصائيات مرعبة تدعو إلى دق ناقوس الخطر واتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لعدم بلوغ مراحل الخطر. وتعد الأحذية كما بينه المختصون والدكاترة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمرضى السكري من بين الوسائل التي توقع المرضى في أمراض مختلفة نتيجة غياب ثقافة الحذاء الصحي لدى العديد من المرضى بالإضافة إلى الغلاء الذي تشهده الأحذية والتي تصل إلى 3000 و4000 دينار لا يقوى الكل على توفير المبلغ لحفظ صحتهم، وحذر معظم الأطباء من استعمال الأحذية التي تباع في السوق الفوضوية بأثمان بخسة على غرار الأحذية الصينية التي أدت في الكثير من المرات إلى عواقب وخيمة على غرار الالتهابات الجلدية التي تسببها والتي تكون مضارها مضاعفة على المرضى المصابين بالسكري الملزمين بالعناية أكثر بمنطقة الأقدام التي تتعرض إلى مختلف الأخطار كما بينه الطبيب المختص في الطب الداخلي (م بن معمر) خلال الملتقى والذي أوضح أن 2500 مريض بالسكري يفقدون أرجلهم يوميا وهي إحصائيات مرعبة أرجعها الدكتور إلى نقص الوقاية من طرف مرضى السكري في كيفية الاعتناء بأرجلهم وإقبالهم العشوائي على مختلف الأحذية التي تعرضها السوق والتي قد تكون رأس المشكل في الأول بعد حدوث حكة بسيطة أو كما نسميها (عين الفلوس) واستسهالها من طرف المريض في الأول، والتي من الممكن أن تتطور إلى غاية بلوغ الخطر وتعفن القرحة واتساعها مما يستدعي المتابعة الطبية والتدخل الجراحي السريع الذي قد ينتهي ببتر الرجل إذا تمادى الخطر واستعصى تدارك المرض، ونصح بضرورة استعمال الأحذية الصحية وكذا حفظ نظافة الأرجل وتجفيفهما الجيد من الماء وعدم استعمال المواد الكيميائية التي تكثر في بعض أنواع الحناء وكذلك الخلطات العشبية التي يدعي البعض نجاعتها في مداواة قرحة القدم السكرية. وتجدر الإشارة أن الأحذية الخاصة بمرضى السكري توفرها الصيدليات إلا أن الإقبال عليها يبقى ضئيلا بسبب نقص الاهتمام والتوعية وكذلك عامل الغلاء إذ تصل إلى 3000 و4000 دينار ضف إلى ذلك أنها غير مؤمنة اجتماعيا، الأمر الذي أبعد المرضى عن اقتنائها بسبب الغلاء وكذا استسهالهم للأمور مادام أن أرجلهم في غاية الصحة، ولا يدركون أن عدم الاعتناء بالرجل السكرية من الممكن جدا أن يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تكون نهايتها الموت أو البتر بسبب عدم ملائمة بعض أنواع الأحذية لاسيما الصينية منها والتي قد تسبب فطريات في الأرجل وبين الأصابع تنمو وتتطور لتسبب قرحات متفاوتة الخطورة. وهو نفس ما أكده السيد بوستة نور الدين رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري الذي رأى أن نقص التوعية هي الآفة التي يتخبط فيها مرضى السكري وكذا إهمالهم لبعض الاحتياطات الضرورية واجبة الاتباع من أجل العناية بالرجل السكرية لوقايتها من الخطر الذي يداهمها ويكون أولها استعمال الحذاء الصحي الذي نقرّ بغلائه على جميع الفئات ونقص ثقافة استعماله من طرف المريض الذي يرى أنه في كامل صحته، لكن تلك الآثار تبدأ بصفة تدريجية على رجل المريض إلى غاية بلوغ مرحلة الخطر واحتمال بتر الرجل كنتيجة سلبية، ونادي من خلال الملتقى بضرورة التخفيف من الخطر عن طريق الوقاية وكذا العلاج المستعجل للمريض وإسعافه طبيا في أولى مراحل ظهور القرحة السكرية برجله.