إن العواقب الإنسانية والاقتصادية للقدم السكرية بالغة الخطورة، وسبب ذلك المضاعفات المختلفة للداء السكري، حيث تصبح قدم المريض فاقدة للحس الواقي من الأذيات. إن التلف العصبي والإصابات الوعائية وتأخر التئام الجروح يؤدي كل ذلك إلى القرحة المزمنة في القدم، وقد يكون البتر ضروريا كنتيجة لحدوث الإنتان أوالقرحة غير القابلة للالتئام. أهم مضاعفات مرض السكر إنسداد الشرايين.. أسبابه وأعراضه تحدث عادة إصابة الشرايين في الشريان الفخذي أوالمأبضي خلف الركبة أوالشظوية تحت الركبة، وتتميز بترسّب أملاح الكالسيوم وتضخّم الغشاء الداخلى لهذه الشرايين، كما قد يصيب تصلّب الشرايين الشريان الحرقفي بالحوض. ومن أعراض إصابة الشرايين حدوث آلام شديدة فى العضلات بعد المشي لفترة، كما أنها تجبر المريض على التوقّف عن المشي لفترة وجيزة، يستطيع بعدها المريض معاودة المشي، ويرجع سبب الآلام إلى عدم كفاية كمية الدم الشرياني الواصل للعضلات، التى تحتاج لكميات إضافية من الدم مع مواصلة المشي. والنوع الثاني من الآلام يحدث فى أصابع القدمين عادة بدون بذل مجهود، وهوعبارة عن آلام مبرحة ومستمرة كالحرقان، وسببها نقص الدم الشرياني المغذي للأعصاب. أعراض أخرى لانسداد الشرايين من الأعراض الأخرى حدوث جرح بالقدم لا يلتئم أو تغيّر لون الأصابع أوحدوث غرغرينا بالأصابع، كما أن المريض قد يعاني ضعف الانتصاب نتيجة لضيق الشرايين فى الحوض، كما يمكن حدوث قرحة في القدم، وهي عادة تحدث عند أطراف أصابع القدمين أو في باطن القدم أوعند النتوءين العظميين لمفصل الكاحل. أخطار أخرى يتعرض لها مريض السكر: إن قدم مريض السكر غير المصاب بأي ضيق أو انسداد بالشرايين الطرفية تتعرض لخطر آخر وهو حدوث أنواع متعددة من الإصابات الالتهابية، وهي ما يطلق عليها "بالقدم السكرية"، أكثر الأنواع شيوعاً هي القرحة السكرية وهي تحدث عند رؤوس أصابع القدمين وعند الكعبين، كما قد يحدث التهاب يبدأ سطحياً ثم يغزو الأنسجة العميقة. علاج حالات القدم السكرية: يجب أن يبدأ علاج حالات القدم السكرية بالتأكّد من وجود نبض شرياني بالقدم حتى لا يسبّب التدخل الجراحي في انتشار الغرغرينا ثم يجب عمل أشعة عادية لبيان مدى إصابة عظام القدم بتسوّس، كما يجب تحليل مستوى السكر والأسيتون بالدم. الوقاية من مشاكل القدم السكرية: يجب أن تكون الوقاية من مشاكل القدم السكرية هدفاً رئيسياً لمريض السكري، وذلك بغسل القدمين وتجفيفهما، خاصة بين الأصابع يومياً، كما يجب تعريض القدم للمياه الساخنة أكثر من 30 درجة مئوية، وعدم استخدام قربة المياه الساخنة، ويتم تقليم الأظافر بحرص وبشكل مستقيم وعرضى ويقوم المريض بالكشف على القدمين يومياً، كما يجب عدم التردّد فى استشارة الطبيب المعالج عند اكتشاف أي عرض من الأعراض السابقة. مريض السكري: حذار من الحذاء الجديد!! ولأن الحذاء الجديد لا يناسب كل الأقدام، ولكل شخص قدمه الخاصة به، يحدث صراع بين القدم والحذاء ليخضع أحدهما للآخر، فهل يأخذ القدم شكل الحذاء، أم أن الحذاء سيأخذ شكل القدم، أم أن تفاهما سينشأ بينهما ويتقاسمان السلطة مع الوقت. الحذاء الجديد قد يكون صلبا قاسيا لا يلين، فيجرح الجلد ويسبب إلتهابات لا نهاية لها. على مريض السكري أن ينجو بنفسه من مضاعفات داء السكري التي قد تدخله في دائرة المعاقين بسبب بتر الأطراف السفلى أو فقدان البصر مثلا. أين مريض السكري من هذه اللعبة؟ مريض السكري معرّض لقرحة القدم السكرية أكثر من غيره عندما يكون الحذاء الجديد غير ملائم بسبب زيادة مستوى السكر في الجلد، ليصبح بيئة جيدة لنموالجراثيم وقلة الإحساس واضطراب الدورة الدموية في القدمين. يزداد خطر الإصابة بقرحة القدمين عندما ينتعل مريض السكري حذاء جديدا، ويمشي به مسافة طويلة في مرحلة من مراحل داء السكري التي يقل فيها الإحساس وتضطرب الدورة الدموية في القدمين. فقد يكون الحذاء صلبا أو ضيقا لا يرحم، فيسبّب القروح والجروح ويقلّل من دوران الدم في القدمين. كما أن الحذاء الجديد الضيّق لا يساعد على التئام الجروح أو القروح إن هي ظهرت في القدم، بسبب قلة تدفّق الدم في الجلد وزيادة الضغط على أخمص القدم بسبب وزن الجسم، وقلة التهوية داخل الحذاء، وزيادة السكر في الجلد. الوقاية من مشاكل الحذاء الجديد يجب أن يتفقّد مريض السكري حذاءه الجديد بإدخال يديه وتحسّس ما يمكن أن يسبّب حكة في القدم، كما يجب أن يكون الحذاء الجديد واسعا نسبيا دون أن يسمح للقدم بالخروج والدخول أثناء المشي، لما قد يترتب عليه التهابات جلدية خطيرة. يجب أن يكون في الحذاء حشوة مرنة مريحة للقدم، تقلّل من الضغط على أخمص القدمين. إنتعل الحذاء المريح المناسب لقدمك مع تفقدك قدميك كل ليلة لملاحظة وجود احمرار أو جرح أو غيره بسبب الحذاء الجديد، ولا تمش مسافات طويلة، تفحّص القدمين من جميع النواحي مستعينا بالمرآة. تأكّد من الأخصائي في أقرب مركز صحي من صلاحية الحذاء الذي تنتعله من ناحية الطول والعرض وملاءمته لقدمك، مع تجنّب الأحذية ذات الكعب العالي لما تسبّبه من زيادة الضغط على جزء من القدم أكثر من غيره، وتجنّب الأحذية المدبّبة لأنها تعيق الدورة الدموية في القدمين، تجنب شراء الأحذية المكشوفة لأنها أقل حماية للقدمين من الصدمات، إفحص مستوى السكر يوميا وتجنب ارتفاعه في الدم، لأن ذلك يقلّل من الإصابة بنقص الإحساس بالأعصاب الطرفية. الوقاية العامة لمضاعفات القدم السكرية 1- على مريض السكري الالتزام بالتعليمات والنصائح الطبية الخاصة بداء السكري. 2- على مريض السكري أن يضبط ويقيس مستوى الجلوكوز في الدم يوميا، وهو مطلب لا نقاش فيه. 3- إغسل قدميك يوميا ليلا باستعمال الماء الفاتر والصابون ثم جففهما تماما، وخصوصا بين الأصابع، ويمكن وضع قطعة قطن مبللة بالكحول بين الأصابع، ولا تضع مرهماً بينها، لأن ذلك قد يزيد من مشاكل القدمين. 4- إعمل على تخسيس الوزن لتخفيف الضغط على أخمص القدمين وتسهيل الدورة الدموية فيهما. 5- توقف عن التدخين فورا، لأن التدخين يؤدي إلى اضطراب جريان الدم في الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى نقص في تروية الجلد وظهور الالتهابات. 6- قم بعمل تدليك للقدمين لتنشيط الدورة الدموية فيهما يوميا خاصة عند الصلاة. 7- قص أظافر القدمين بشكل مستقيم، ولا تقص زوايا الأظافر، لأن ذلك قد يؤدي إلى غرز الظفر في الجلد أثناء نموه، ويشكل نواة تجرثم خطير في القدمين. 8- لتكن الجوارب قطنية أو قطنية مخلوطة مع خيوط صناعية، ولكن يجب أن لا تكون مثنية أو مطوية داخل الحذاء لأنها قد تسبب حكة متلفة للجلد عند المشي. 9- عدم تعريض الجلد للحرارة العالية مثل الماء الساخن أو الشمس الحارة، لأنها تساعد على تلف الجلد. 10- لا تمش حافي القدمين. د/ر. حميدي