وجّه خبراء ومختصّون رسالة تحذير شديدة اللّهجة إلى الجزائريين من مغبّة التنقّل والسفر إلى البلدان الإفريقية دون أخذ الاحتياطات الصحّية اللاّزمة في ظلّ تفشّي خطر داء الملاريا الذي حملته إلى الجزائر حالات مستوردة ليصبح حاضرا في عدد من ولايات الوطن. تحذيرات الخبراء من خطر الملاريا جاءت في ظلّ زيادة عدد الحالات المعروفة للإصابات في عدد غير قليل من ولايات القطر الوطني، حيث يشدّد المختصّون على ضرورة التلقيح وغيره من الإجراءات الصحّية اللاّزمة قبل التنقّل إلى أيّ بلد إفريقي لأيّ سبب من الأسباب، مع تجنّب السفر إلى البلدان المعروفة بانتشار هذا المرض بها إلاّ للضرورة القصوى. وفي هذا السياق، أوصى البروفيسور إسماعيل مصباح المدير العام للوقاية على مستوى وزارة الصحّة وإصلاح المستشفيات بضرورة العلاج الوقائي عند السفر في جميع أنحاء إفريقيا، موضّحا أن حالات الملاريا المسجّلة في الجزائر هي حالات وافدة من خارج البلاد، مؤكّدا أن الحالات المحلّية سجّلت فقط على مستوى ولاية غرداية، واصفا إيّاها بالبؤرة الوبائية المعزولة محلّيا. وفي هذا السياق، أوضح المتحدّث نفسه أنه تمّ تسجيل 24 حالة مصابة بداء الملاريا وأربع وفيات من ضمن 9 حالات التي تمّ تسجيلها بولاية غرداية، إلى جانب 15 حالة التي تمّ اكتشافها عبر عدة مستشفيات في الوطن. من جهته، ذكر السيّد سليم بلقاسم المكلّف بالاتّصال بوزارة الصحّة وإصلاح المستشفيات أن داء الملاريا ليس مرضا معديا ولا ينتقل من شخص إلى آخر وإنما يتناقل عن طريق لسعة البعوض، أي بطريقة نمطية محدّدة تسمّى (أولكالانوفال) هي التي ينقل هذه العدوى. وأضاف بلقاسم أن حالات الملاريا التي ظهرت في بعض المدن حملها مسافرون عادوا مؤخّرا من دول إفريقية، مشيرا إلى أن الحوصلة المتعلّقة بداء الملاريا تتضمّن تسجيل 4 حالات على مستوى ولاية باتنة وللأسف نجم عنها حالتا وفاة، وهي حالات منعزلة لا علاقة وبائية بينهما. كما أكّدت مديرية الصحة بولاية وهران أن حالة المصابين الاثنين بداء الملاريا بالولاية لا تدعو إلى القلق بفضل الكشف والتشخيض المبكّرين. وصرّح الدكتور دهاريب العربي من مصلحة الوقاية بأن المصابين الاثنين تمّ التكفّل بهما في المركز الاستشفائي الجامعي بوهران، حيث تبيّن أن الإصابة مستوردة تنقّلت إليهما عن طريق العدوى ببوركينا فاسو. من جانب آخر، تمّ تسجيل حالتين مؤكّدتين للإصابة بدء الملاريا بولاية مستغانم، وباشرت المصالح الصحّية على مستوى الولاية تحقيقا للوقوف على مختلف الحالات الممكن إصابتها بداء الملاريا عبر بلديات ولاية مستغانم. وأبرزت مصادر طبّية أن الحالة المؤكّدة التي تخضع للرقابة الصحّية على مستوى مستشفى (شي غيفارا) بولاية مستغانم تتعلّق بشابّة من مناصري المنتخب الوطني العائدين من بوركينا فاسو ومديرية الصحّة توقّعت اكتشاف حالات أخرى مادام أن الكثير من الشباب تنقّلوا إلى بوركينا فاسو لمناصرة (الخضر)، لكنها اتّخذت الإجراءات الاحترازية والتكفّل الصحّي ضروري من أجل الحدّ من انتشار هذا الداء. وحسب ما أفاد به بيان لمديرية الصحّة لولاية غرداية فقد تمّ تسجيل إصابة 9 حالات مؤكّدة بداء الملاريا ناتجة عن بؤرة وبائية، تمّ تسجيل 4 حالات وفاة وتماثلت 4 حالت للشفاء أمّا الحالة المتبقية في المستشفى ففي تحسّن مستمرّ. وأشار ذات البيان إلى أنه يتمّ التحكّم في الوضع بالولاية، سواء من حيث التكفّل بالمصابين أو مكافحة نقل العدوى. ولمواجهة الانتشار المتزايد لداء الملاريا في الجزائر نظّمت وزارة الصحّة اجتماعا لخبراء وطنيين في حمّى المستنقعات بالعاصمة للخوض في أسباب الإصابة بداء الملاريا المسجّلة مؤخّرا بغرداية ومدن أخرى، وكان الاجتماع فرصة لدراسة المعطيات التي تمّ جمعها في الميدان بخصوص صنف ونوع المرض المكتشف بغرداية. كما كشف علي آيت محند مدير قسم الصحّة والسكان لولاية فالمة عن تشخيص حالتين جديدتين من الملاريا المستوردة يوم الخميس على الساعة السابعة في مستشفى الأمراض المعدية (ابن زهر) من خلال نتائج التحاليل التي أجريت في مختبر الوقاية لإدارة الصحّة أصيبا عند تنقّلهما إلى واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو لدعم الفريق الوطني لكرة القدم في 12 أكتوبر الماضي. وفي سياق ذي صلة، أكّد دلحي شريف، مدير الصيدلية المركزية على تزويد جميع المستشفيات بالأدوية المضادّة للملاريا، والتي تكفي لعلاج أيّ حالة يتمّ تسجيلها في مختلف ولايات الوطن، مؤكّدا أن العديد من الإصابات تمّ علاجها في فترة قياسية بسبب وفرة العلاج وسرعة التدخّل.