أثارت الأنباء المتداولة إعلاميا حول داء الملاريا والتي تحدّث بعضها عن تسجيل حالتين جديدتين في ولاية مستغانم تضاف إلى الحصيلة الرسمية التي تحدثت عن 13 إصابة و3 وفيات، حالة ذعر وهستيريا وسط المواطنين لا سيّما القاطنين في الولايات الحدودية وولايات الغرب، في انتظار ما سيحمله اجتماع الخبراء اليوم بالعاصمة حول أسباب الإصابة بهذا الداء القاتل وانتشار العدوى في عدة ولايات. كان للإشاعة -والتي يتعمّد رواتها أحيانا التضخيم- دور رئيسي في حالة الذعر التي ألمّت بكثير من المواطنين خاصة في الولايات التي سجلت فيها حالات إصابة مؤكدة بوباء الملاريا وكذا الولايات المجاورة لها في غياب معرفة سابقة من المواطنين بهذا الداء وكيفية انتقاله والإصابة به، في انتظار ما سيحمله اجتماع لخبراء وطنيين في حمى المستنقعات يعقد اليوم بالجزائر العاصمة للخوض في أسباب الإصابة بداء الملاريا المسجلة مؤخرا بغردايةووهرانوباتنة وأخيرا بمستغانم. وتشير الحصيلة الرسمية التي قدّمتها وزارة الصحة والتي تخص الفترة ما بين 31 أكتوبر إلى 7 نوفمبر تسجيل ثلاثة عشر 13 حالة إصابة بداء الملاريا أدت إلى وفاة ثلاثة أشخاص في كل من غردايةوباتنة وقالت إنها لم تسجل منذ الخميس الفارط أية حالات جديدة، في المقابل نقل مراسل الإذاعة الوطنية أمس من مستغانم أنباء عن تسجيل إصابتين مؤكدتين لوباء الملاريا وأوضح في هذا السياق أن المصالح الصحية على مستوى الولاية باشرت التحقيق للوقوف على مختلف الحالات الممكن إصابتها بداء الملاريا عبر بلديات ولاية مستغانم. وأبرز أن الحالة المؤكدة التي تخضع للرقابة الطبية على مستوى مستشفى شيغيفارا بولاية مستغانم يتعلق الأمر بشابة من مناصري المنتخب الوطني العائد من بوركينافاسو ومديرية الصحة توقعت اكتشاف حالات أخرى مادام انه الكثير من الشباب تنقلوا إلى بوركينافاسو لمناصرة المنتخب الوطني. وسيكون اجتماع الخبراء اليوم فرصة لدراسة المعطيات التي تم جمعها في الميدان بخصوص صنف ونوع المرض المكتشف بغرداية وكذلك دراسة الوسائل المجندة والجهود المبذولة على مستوى مختلف الفاعلين لمراقبة الداء وتنفيذ التدخلات الموجهة لاستئصاله وترجح وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات احتمال وجود بؤرة وبائية معزولة في غرداية يتم التحقيق بشأنها على أن تعلن نتائج التحقيق العلمي خلال اجتماع خبراء حمى المستنقعات حسب ما أوضحه مستشار وزير الصحة وإصلاح المستشفيات المكلف بالاتصال سليم بلقسام في تصريح للقناة الإذاعية الأولى . وأكد سليم بلقسام أن داء الملاريا ليس مرضا معديا ولا ينتقل من شخص إلى آخر وإنما ينتقل عن طريق لسعة البعوض أي بطريقة نمطية محددة تسمى »اولكا لانوفال« هي التي تنقل هذه العدوى . وأضاف بلقسام أن الاجتماع الصحي لخبراء حمى المستنقعات يبحث حالات الإصابة بالملاريا التي ظهرت في بعض المدن والتي حملها مسافرون عادوا مؤخرا من دول افريقية، مشيرا إلى أن الحصيلة المتعلقة بداء الملاريا تتضمن تسجيل أربع حالات على مستوى ولاية باتنة وللأسف نجم عنها حالتي وفاة وهي حالات منعزلة لا علاقة وبائية بينها. وفيما يخص الحالات التسع بولاية غرداية تم تسجيل حالة وفاة ولكن بالمقابل سجل تماثل للشفاء لأربع حالات غادروا المستشفى أما البقية سيتحسنون مع الأيام مثلما يذهب إليه المتحدث والاحتمال الوارد والذي يحتاج إلى تأكيد علمي إضافي هو وجود بؤرة وبائية منعزلة يتم التحقيق في شأنها . إلى ذلك أكدت مديرية الصحة بولاية وهران أمس الأول أن حالة المصابين الاثنين بداء الملاريا بالولاية لا تدعو إلى القلق بفضل الكشف والتشخيص المبكرين . وصرح الدكتور دهاريب العربي من مصلحة الوقاية أن المصابين الاثنين تم التكفل بهما بالمركز الإستشفائي الجامعي بوهران يخضعان حاليا إلى العلاج المكثف وتم الكشف عن الحالتين الخميس الماضي حيث تبين أن الإصابة مستوردة تنقلت إليهما عن طريق العدوى ببوركينافاسو .