اشترت وزارة الدفاع الأمريكية آلاف النسخ من مذكرات ضابط احتياط في الجيش عمل بأفغانستان ودمرتها بدعوى احتواء الكتاب على معلومات "قد تضر بأمن الولاياتالمتحدة". وقالت المتحدثة باسم البنتاغون العميد إبريل كانينام، قررت وزارة الدفاع شراء الطبعة الأولى من الكتاب لاحتوائه معلومات "قد تضر بالأمن القومي". ونقلت شبكة (سي أن أن) عن كانينام قولها إن مسؤولين من البنتاغون أشرفوا الأسبوع الماضي على عملية تدمير قرابة 9500 نسخة من كتاب الضابط برتبة عقيد أنطوني شافر الذي يحمل اسم (عملية القلب المظلم). ومن جانبه وصف شافر، إجراء البنتاغون ب"الانتقام"، مضيفاً إن يشتري شخص نحو 10 آلف كتاب لقمع قصة في هذا العصر الرقمي أمر مثير للسخرية. وقالت دار النشر، سانت مارتن بريس، إن طبعة ثانية منقحة من الكتاب قد صدرت عقب إدخال بعض التغييرات التي اقترحتها الحكومة لمعلومات صنفت على أنها "سرية". وأكدت وكالة الاستخبارات الدفاعية أن الكتاب يحوي معلومات سرية مهمة يتوقع أن تؤدي، في حال الكشف عنها، لأضرار خطيرة على الأمن القومي للولايات المتحدة. وقال العميد رونالد بيرغس من وكالة الاستخبارات الدفاعية، إن الوكالة فشلت، ولقرابة شهرين، في الحصول على مسودة الكتاب، الذي قال إنه تضمن معلومات عن أنشطة سرية لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أي) وجهاز الأمن القومي. في المقابل، قال مارك زيد، محامي شافر، إن رؤساء موكله راجعوا الكتاب قبيل طبعه في مطلع هذا الشهر، وأضاف تلقينا ضوءً أخضر من قيادة احتياط الجيش. وأوضح شافر أن البنتاغون أبلغ دور النشر بقلقه حيال المعلومات السرية الواردة في الكتاب بعد طباعة النسخة الأولى منه. ويتحدث شافر في (عملية القلب المظلم) عن مذكراته في أفغانستان حيث قاد فريق العمليات السوداء إبان عهد الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش. وأشار الضابط الحائز على الميدالية البرونزية إلى أن أكبر الأخطاء التي ارتكبتها إدارة الرئيس بوش هي سوء فهم ثقافة الشعب الأفغاني. ويأتي نشر الكتاب بعد أزمة أثارها نشر موقع (ويكيليكس) الإلكتروني لآلاف الوثائق السرية عن الحرب الأمريكية في أفغانستان.