ناشد سكان 200 مسكن ببلدية بني مسوس السلطات المحلية والولائية بالتدخل العاجل، لوضع حد للخطر المتربص بهم هذه الأيام والمتمثل في فيضان الوادي عليهم جراء غزارة الأمطار الى جانب غزو الخنازير المتواجدة في الغابة المقابلة لمنطقتهم بحثا عن الدفء والكلأ، حيث خلقت رعبا كبيرا وحالة طوارئ بين السكان مخافة وقوع ضحايا في أية لحظة. أشار السكان في سياق حديثهم الى غياب أدنى ضروريات العيش، بسبب الاهتراء الكامل لكل مسالك الحي وانسداد قنوات صرف المياه التي تسببت في تسرب المياه القذرة وسط الحي مما أدى إلى انتشار الروائح، ناهيك عن تراكم النفايات في كل أركان الحي مما جعل منه مفرغة عمومية تعد ملجأ لكل أنواع الحشرات والحيوانات الضالة. ولدى تنقل (أخبار اليوم) إلى الحي وفي حديثها معنا، أعربت لنا لجنة الحي وعدد من السكان عن غضبهم تجاه التهميش الذي فرضته عليهم السلطات المحلية التي ناشدوها دون أن يتلقوا أي رد على شكاويهم، وأكد لنا هؤلاء أن السلطات لم تكلف نفسها حتى زيارة الحي من أجل المعاينة رغم أن المواطنين يتخبطون في معاناة جراء الحالة الكارثية التي يتواجد عليها الحي، وفي ظل صمت السلطات وتذمر السكان، أكد لنا هؤلاء أنهم سيقومون خلال الأيام القليلة القادمة بالاحتجاج وغلق الطريق من أجل لفت انتباه السلطات وتوعيتهم بخطورة الأمر. وخلال جولتنا وقفنا على مدى معاناة هؤلاء المواطنين التي تبدأ من انسداد قنوات صرف المياه التي تسببت في انتشار المياه القذرة والروائح الكريهة في كل أرجاء الحي، والتي أصبحت تشكل هاجس السكان خصوصا أن الأوضاع تتأزم لدى سقوط الأمطار أين تمنع عليهم تلك السيول من المياه والأوحال المشي واجتياز مسالك الحي، حيث يصبح المكان عبارة عن وديان تتسرب إلى المنازل التي تتواجد في الطوابق الأولى من العمارات. واشتكى هؤلاء المواطنين من إهمال مصالح البلدية للحي وتهميشه فيما يخص النظافة، حيث أن الحي أصبح مفرغة عمومية نتيجة تراكم الأوساخ والنفايات في كل أركانه والتي يتجاهل عمال النظافة بالبلدية رفعها لتبقى تصنع ديكور الحي وتسبب في انتشار الروائح وكل أنواع الحشرات التي تتقاسم السكان حياتهم وترهق كاهلهم فهي حسب شهادة هؤلاء تتسبب لهم في أمراض تعرض حياتهم وحياة أولادهم للخطر، ولم تتوقف المعاناة اليومية عند هذا الحد بل يضاف إليها ظاهرة أخطر وهي مداهمة الخنازير الحي كون تواجدها بكثرة في الغابة المحاذية فضلا عن فيضان الوادي عبر الحي خلال هذا الأسبوع الذي عرف تهاطل الأمطار بكميات كبيرة والذي اعتبره هؤلاء مصدر آخر لمعاناتهم، حيث أكدوا أنه يزيد من انتشار الحشرات والأفاعي التي ترتد أيضا على الحي خاصة في فصل الصيف. وإضافة إلى جملة المشاكل فسكان الحي معرضون لخطر الموت جراء الطريقة الفوضوية وغير الآمنة التي تم بها إيصال منازلهم بالكهرباء، كما أن غياب الإنارة العمومية بمعظم أرجاء الحي يعرض هؤلاء السكان للاعتداءات والسرقات ليلا من طرف الشباب المنحرف الذين يجدون كل فرص الاختفاء سانحة من أجل تعاطي المخدرات وممارسة مهنة السرقة والاعتداء على السكان وسلب ممتلكاتهم. كما أن الحي يفتقر إلى المرافق الاجتماعية، حيث سجلنا شكاوي الشباب والأولياء حول غياب مرافق ضرورية وهامة تخص ممارسة هواياتهم كالرياضة واللعب، حيث أن الوضعية التي يتواجد عليها الحي تشكل خطرا على الأطفال وكبار السن الذين يتعرضون للسقوط بسبب إهتراء الطرقات والمطبات تسبب لهم في جروح بليغة. وأمام هذه الوضعية القاسية والمخاطر المتربصة بهؤلاء، ناشدوا عبر صفحاتنا السلطات المعنية على رأسها والي العاصمة بالتدخل لانتشالهم من المعيشة المزرية، وذلك بإطلاق مشاريع تهيئة الحي وإصلاح قنوات صرف المياه وتزفيت الطرقات ورفع الأوساخ والقاذورات على السكان، لتفادي حدوث كوارث وبائية وصحية، كما يطالب هؤلاء بوضع حاجز أو عازل يحد من خطر فيضانات الوادي ودخول الخنازير التي وجدت الحي مسرحا لها بالإضافة إلى المطالبة بدوريات الأمن وهذا للحفاظ على أمن وسلامة السكان.