ناقشت أمس محكمة جنايات العاصمة ملف رعية تونسي يدعى (ب. ياسين) متابع رفقة جزائري يدعى (ب. أحمد) بجناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط في الخارج وجنحة التزوير واستعمال المزوّر في وثائق إدارية على خلفية تورّطهما في تزوير جوازات سفر للعناصر الإرهابية لتسهيل عملية تنقّلهم إلى الدول الأوروبية، حيث تمّت إدانتهما على التوالي بعام و18 شهرا حبسا نافذا. وقائع الملف تعود إلى تاريخ 03 أفريل 2013، عندما تمّ إلقاء القبض على المتّهمين من طرف مصالح الأمن على مستوى مطار (هواري بومدين) بعدما عثر بحوزة المتّهم الجزائري على ورقتين بلاستيكيتين تستعملان من طرف عصابات المختصّة في التزوير، وعليه تمّ إخضاعه للتحقيق أين اعترف بأنه يتردّد على مدينة إسطنبول التركية باستمرار منذ سنة 2008 بعدما ربط اتّصالا بشخصين، أحدهما الرّعية التونسي المتّهم في الملف الذي كان مكلّفا بتزوير جوازات السفر لتمكين الأشخاص من السفر إلى دول أوروبية ومن بينهم شخصان هما (ج. فاروق) و(ب. الطاهر)، حيث أمّن لهما المتّهم جوازين مزوّرين استلم وثائقهما عن طريق البريد السريع وتمّت المعاملة مقابل مبالغ مالية، وأنهما كان ينشطان ضمن جماعة الكوفي الإرهابية التي تعرف بنشاطها الإرهابي بتركيا. أمّا الرعية التونسي فقد صرّح بأنه زار العديد من الدول الأوروبية ما عدا دولتي الجزائر وتونس بحكم أنه متابع بجناية متعلّقة بالإرهاب، وأنه سبق وأن تمّت إدانته من طرف السلطات الفرنسية بعامين حبسا نافذا عن تهمة استيراد المخدّرات. ممثّل النيابة العامّة أوضح خلال المرافعة أن المتّهمين انضمّا إلى جماعة الكوفي سنة 2008، وأنهما بتاريخ 8 أفريل الماضي تاجرا في جوازات السفر المزوّرة، حيث تمكّنا من تأمين جوازين سفر لجزائريين متواجدان الآن بطريقة غير شرعية في فرنسا، أحدهما من وهران، وكانت العملية تتمّ مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 2900 أورو، مضيفا أن المتّهم (ب. ياسين) معترف بالوقائع، وأن المدعو (فوزي) المقيم في تركيا هو من أمّن جوازات سفر خاصّة بإرهابيين للتحرّك في دول أوروبية، والتمس لهما في الأخير توقيع عقوبة 10 سنوات سجنا و500 ألف دج غرامة مالية قبل أن تقرّ هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية بالحكم السالف ذكره.