أشعل اقتراب الرئاسيات الساحة السياسية التي انتعشت وباتت تشهد حراكا كبيرا والعديد من الخرجات المثيرة للجدل، وفي هذا السياق دعت العديد من التشكيلات السياسية أمس السبت في تجمّعاتها إلى تجميع كافّة الشروط الضرورية لتنظيم انتخابات رئاسية لسنة 2014 في أحسن الظروف، ومنها من دعت الى دعم عهدة جديدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. في هذا الإطار، جدّد الأمين العام بالنيابة للتجمّع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح من وهران دعم حزبه لعهدة رابعة للرئيس بوتفليقة، مؤكّدا أن (استقرار البلاد خط أحمر لا يجوز تجاوزه)، وأوضح في هذا الإطار أن (مواقف الأرندي مقرونة بمبادئه وقناعاته، لهذا لا يمكن لها أن تتبدّل أو تقبل المساومة أو المقايضة). وفي الجزائر العاصمة وخلال اجتماع للأمانة العامّة للحزب دعا التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية من جانبه إلى الإجماع حول (أدنى قدر من الطابع الجمهوري) للتمكّن من تطهير المناخ السياسي في الجزائر، واعتبر أن الانطلاقة يجب أن تتمّ أيضا بوضع لجنة وطنية دائمة مكلّفة بتسيير الانتخابات ومرصد وطني للانتخابات. ويتعلّق لأمر بهيئتين (منفصلتين دستوريا) من الحكومة تكون مهمّتهما (مثلما تدلّ عليه تسميتهما التنظيم والتسيير والإشراف على كلّ الانتخابات ومختلف المراحل التي تشترط في تحضيرها). من جانبه، عبّر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بالجزائرالعاصمة عن جاهزية تشكيلته السياسية لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة بمرشحها المتمثّل في شخصه، مرجّحا (الحلّ التوافقي) مع أحزاب أخرى كأفضل ضمان للسير (النزيه) لهذه الاستحقاقات. وبدوره جدّد رئيس تجمع أمل الجزائر (تاج) عمار غول موقفه المؤيّد (لترشّح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة)، قائلا (أن حزب تاج سيكون وفيا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في حال ترشّحه لعهدة رابعة)، مثمّنا في نفس الوقت الإصلاحات السياسية التي أقرّها رئيس الجمهورية في مختلف الميادين، وأضاف أن حزبه سيلعب دورا (أساسيا) في الرئاسيات القادمة، وأنه سيقف ضد ما أسماهم ب (المحتالين والمؤامرين والمتاجرين باسم الجزائر)، وأنه سيكثف العمل على أن تكون هذه الرئاسيات بمثابة (عرس جزائري). وبولاية المسيلة أكّد رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد أن قرار مشاركة حزبه من عدمها في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيعود إلى المناضلين وإلى ما سينبثق عن المؤتمر الوطني للحزب الذي سينعقد في ديسمبر القادم. الأرسيدي يدعو إلى تطهير المناخ السياسي دعا التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية إلى الإجماع حول (أدنى قدر من الطابع الجمهوري) للتمكّن من تطهير المناخ السياسي في الجزائر. وأوضح الحزب في بيان توج اجتماع أمانته الوطنية أن التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية (ما فتئ يدعو إلى إجماع حول توفير أدنى قدر من الطابع الجمهوري الذي من المفترض أن يمكن من تطهير المناخ السياسي حيث تتشاور كل الأطراف الفاعلة التي تحترم القواعد والمبادئ الديمقراطية وترفض العنف تتشاور من أجل انطلاقة جديدة). وذكر البيان بما يعتبره الحزب من بين (الشروط المسبقة) لفتح الآفاق قصد (وقاية البلد من تفكّك معلن مع كل الأخطار المرتبطة بمجتمع مفخّخ بالهشاشة وغياب هياكل الوساطة الناجعة والمستقلّة)، مؤكّدا أن (التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية لم يؤمن أبدا بالرجل الحامي). والإجماع حول أدنى قدر من الطابع الجمهوري الذي يريده هذا الحزب السياسي يقوم على النقاش حول (عودة حزب جبهة التحرير الوطني الى الذاكرة الجماعية التي تعتبر دينا اتجاه الشعب الجزائري الذي انتزع منه اليوم جزء هام من تراث سياسي ورمزي أصبح اليوم يتخبط في شجارات منحطة بعد أن لطخ بتجاذبات حزبية ومصالحية). ربّاعين يتريّث صرّح رئيس حزب عهد 54 السيّد علي فوزي ربّاعين بعد ظهر السبت بميلة بأن ندوة وطنية لإطارات الحزب ستنعقد قريبا لتحديد الموقف تجاه المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة من عدمها.وأضاف السيّد ربّاعين خلال إشرافه على تجمع لمناضلي حزبه بولاية ميلة بمقرّ متحف (المجاهد) أن هذه الندوة التي يرتقب تنظيمها بين 15 و23 ديسمبر القادم سيليها عقد مجلس وطني للحزب من أجل اتّخاذ القرار النّهائي بخصوص الاستحقاق الرئاسي المقبل. وأشار رئيس حزب عهد 54 إلى ما أسماه (ضرورة تطبيق) التوصيات التي كانت رفعتها اللّجنة السياسية لمراقبة الانتخابات الماضية من أجل ضمان انتخابات حرّة ونزيهة في المستقبل. واعتبر السيّد ربّاعين من جهة أخرى أن تعديل الدستور (يقتضي عرضه على استشارة واسعة للقوى الفاعلة في المجتمع قبل تبنّيه من طرف الشعب الجزائري في استفتاء).