احتجّ أمس سكان حي الدوم ببلدية برج الكيفان شرق العاصمة بقطع الطريق الرّابط بين بلدية برج الكيفان وبلدية برج البحري باستعمال الحجارة والمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية احتجاجا منهم على عدم تجسيد السلطات لمطالبهم التي اعتبروها مشروعة والمتعلّقة بتسوية وضعية الطرقات الفرعية، خاصّة حي الدوم وما جاورها. وقد ازدادت الاشتباكات حدّة بتأزّم الوضع مع رجال الشرطة، حيث أصبح المواطنون يرمونهم بالحجارة وهم يرمون المحتجّين بالقنابل المسيلة للدموع، ممّا سبّب هلعا كبيرا وسط السكان الذين عايشوا ما يمكن وصفه بأجواء حرب. عاود سكان حي الدوم الواقع بالبلدية المذكورة أعلاه أمس احتجاجهم بسبب إهمال الجهات الوصية ترميم الطرقات التي أصبحت تشهد حالة كارثية، حيث بات ذات الحي يغرق في الأوحال خاصّة بعد تهاطل الأمطار الأخيرة. ومن جهتهم، عبّر المحتجّون عن استيائهم من الوضع الذي بقي على حاله رغم المطالب التي رفعوها إلى رئيس البلدية، إلاّ أن الوعود التي قطعتها لهم الجهات الوصية منذ سنوات تبقى على حد تعبيرهم حبرا على ورق، مؤكّدين أنهم قاموا باحتجاج يوم الأربعاء الفارط وأدّى إلى حدوث مناوشات مع رجال الشرطة التي اضطرّت إلى رميهم بالقنابل المسيلة للدموع لتفريق تجمعهم، مع العلم أنه حضرت رجال الشرطة وقتها رفقة رئيس البلدية قدور بن حداد لتهدئة الوضع. ومن جهة أخرى، قالت إحدى القاطنات بذات الحي ل (أخبار اليوم) إن هذه الحركة الاحتجاجية جاءت بهدف شدّ انتباه السلطات المحلّية ولفت نظرهم إلى الحالة المزرية التي يعيشونها بسبب غياب الإمكانيات الضرورية للعيش الكريم، والذي جعل من سكان هذا الحي يعيشون خارج مجال التنمية، لكنها لم تتصوّر أبدا أن يصل الأمر إلى هذه الحدّة، مبدية خوفها من هذا الاحتجاج الذي بات (انتفاضة داخل حي.. حجارة وقنابل مسيلة للدموع). وما زاد الطين بلّة هو أن في هذا الوقت بالذات يوجد أطفال يدرسون في المدرسة الابتدائية لذات الحي، وكلّ أرباب وربّات العائلات خرجتوا من أجل ارسترجاع أطفالهم وسط رعب وكأن الحي أصبح في حرب أهلية، على حد تعبيرها. في هذا الإطار، طالب المحتجّون من خلال هذه الحركة الاحتجاجية بالتدخّل السريع للمسؤولين المحلّيين من أجل إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل العالقة المتمثّلة في تدهور الطرقات بحي الدوم وما جاورها، خاصّة وأنها تعتبر مسلكا يؤدّي إلى العديد من الأحياء التي أصبحت لا تصلح حتى للسير على الأقدام. وحسب المحتجّين فإن الأوحال أصبحت تغزو حتى أرضية بيوتهم التي نجمت عن الحالة الرّهيبة التي عرفتها مؤخّرا طرقات أحيائهم، وقالوا في نفس الوقت إنه سبق لهم وأن قدّموا شكاوى للسلطات المحلّية في هذا الخصوص في العديد من المناسبات إلاّ أن مطالبهم لم تلق أيّ استجابة، الأمر الذي أثار غضبهم وحفيظتهم وجعلهم يقدمون على غلق الطريق باستعمال الحجارة والمتاريس مؤكّدين تمسّكهم بمطالبهم (الشرعية). رللإشارة، فإن هذه الحركة الاحتجاجية أدّت إلى عرقلة كبيرة في حركة المرور طيلة صبيحة أمس الأحد، خاصّة وأن هذا الطريق يربط بلدية برج الكيفان بمختلف المناطق الأخرى لولاية العاصمة. هذا، وقد حاولنا بدورنا إعادة الاتّصال بقدور بن حداد رئيس بلدية برج الكيفان مرّة أخرى لمعرفة آخر المستجدّات لكنه لم يردّ على اتّصالاتنا. وكان حداد بن قدور رئيس بلدية برج الكيفان صرّح في اتّصال هاتفي سابق مع (أخبار اليوم) بأن بلديته برمجت مشروعين، تمثّل الأوّل في تعبيد الطريق الرئيسي الذي خصّص له مبلغ مليار و400 أمّا المشروع الثاني فسيشمل كلّ الطرقات الفرعية للحي الذي خصّص له مبلغ 19 مليار، على حد تعبيره.