خيّم منذ زوال الخميس جوّ مشحون على شوارع العاصمة وبقية المدن المجاورة لها، بتناقل الإشاعات حول نشوب أعمال تخريب وحرق، على خلفية المظاهرات الاحتجاجية حول غلاء المعيشة. وغلقت عدة محلات تجارية أبوابها منذ الساعة الثالثة و45 دقيقة في شارعي العربي بن مهدي وديدوش مراد. كما أن حركة المرور كانت على غير عادتها، حيث لم تشهد شوارع العاصمة الازدحام المعهود، وخلت الشوارع تقريبا من الحركة. كما تلقت البنوك ومراكز البريد تعليمات صارمة لأخذ الحيطة أكثر لتفادي السرقة في حالة نشوب المظاهرات. حملة على ''الفايس بوك'' للخروج إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة أنا جزائري، من أنت ؟؟؟، هو اسم الموقع الذي قام بإطلاق حملة واسعة عبر موقع ''فايس بوك''، فقد تلقى العديد من مشتركي هذه الخدمة رسائل من الموقع الذي تم إنشائه عقب الأزمة التي حدثت بين الجزائر ومصر شهر نوفمبر الماضي. ودعت الرسالة إلى اجتماع الجزائريين وخروجهم للشوارع بعد صلاة الجمعة للتظاهر لكن بدون عنف وهذا من أجل تحقيق المطالب المرفوعة. ساحة تتحول إلى ميدان للكر والفر حاول المحتجون على مستوى ساحة أول ماي اقتحام مقر محافظة الشرطة، إلا أنهم فشلوا في ذلك بعد وصول إمدادات قوات مكافحة الشغب. فقد تفرقت الجماهير وانسحبت في أفواج إلى أحيائها. وراح بعض الشباب يضرمون النار في حاويات النفايات قاطعين الطريق المؤدية من حي بلكور إلى ساحة أول ماي ومن شارع حسيبة بن بوعلي إلى ساحة موريتانيا وإلى حي بوبيو. ودخلوا في مناوشات كلامية مع قوات الأمن وعناصر مكافحة الشغب، وتبادل الطرفان الرشق بالحجارة، ولم تهدأ الأوضاع إلا بعد ساعات من المطاردات داخل الأحياء باستخدام الشاحنات المدّرعة التي كانت تجوب ساحة أول ماي وتقذف قنابل الغازات المسيلة للدموع عشوائيا. وأعاد منظر النفايات المشتعلة والتراشق بالحجارة والغازات المسيلة للدموع لأذهان السكان، مناظر انتفاضة ألفوها قبل عشريتين من اليوم. وبلغت قنابل الغازات المسيلة للدموع المتطايرة مدخل مستشفى مصطفى باشا الجامعي حسب ما أكده شهود عيان. ولم تسلم ممتلكات المواطنين من النهب والتخريب وتعرضت محلات بيع الأجهزة الإلكترونية إلى الاعتداء والنهب. أولاد عين البنيان وبينام يحاولون اقتحام مقر محافظة الشرطة أما في بلديتي بينام وعين البنيان، الواقعة غرب العاصمة، فقد خرج مئات الشباب في مظاهرات عارمة، وقاموا بغلق الطريق الساحلي الرابط بين بينام وعين البنيان، وبالضبط في المكان المسمى المنارة، وأضرموا النار في المزابل العمومية والعجلات المطاطية. وشهد وسط بلدية عين البنيان مواجهات عنيفة بين السكان وقوات الأمن، حيث رشق المتظاهرون مقر محافظة الشرطة بالحجارة، وحاولوا اقتحامه، وأشعلوا العجلات المطاطية في الطريق الرئيسي. وحسب شهود عيان، قطعت قوات الدرك الوطني الطريق المؤدي إلى بلدية الشراقة، عبر منعرجات غابة بينام، أمام حركة المرور. كما قطعت قوات مكافحة الشغب كل الطرق والمسالك المؤدية إلى وسط عين البنيان. مظاهرات برج الكيفان حوّلت السير في الطريق السيار إلى الاتجاه المعاكس اندلعت مظاهرات عارمة بكل من حي الضفة الخضراء ببرج الكيفان وحي الباخرة المحطمة ببرج البحري، بالضاحية الشرقية للعاصمة، زوال يوم الخميس. كما غلق الطريق المؤدي إلى برج الكيفان انطلاقا من حي الموز أمام حركة المرور، حيث أكد صاحب سيارة أنه شاهد بأم عينه سيارة شرطة تسد الطريق، وتطلب من سائقي السيارات العودة من حيث أتوا وراحت السيارات تسير في الاتجاه المعاكس للطريق السيار هروبا من الوقوع في أيدي المحتجين، الذين لم تسلم من أيديهم ممتلكات المواطنين، والأملاك العمومية، حيث كشفت مصادر مطّلعة أن الاحتجاجات قد أسفرت عن حرق قاطرة ترامواي ببرج الكيفان. اعتقالات في صفوف المحتجين بولاية تيبازة اعتقلت قوات الأمن في ولاية تيبازة 23 شخصا عقب تجدد الاحتجاجات، وتخللتها مواجهات عنيفة داخل تجمعات سكانية في بلديات فوكة والدواودة وفي المدينة الرئيسية. كما شهدت ولايات البليدة والجلفة اضطرابات مماثلة أسفرت أيضا عن إصابة 01 أشخاص. وقد امتدت إلى عدد من المدن والبلدات الأخرى، وزادت تأججا وانخرطت فيها عائلات بأكملها. وطاردت الشرطة المحتجين ومعظمهم من الأطفال والمراهقين والشباب عبر الأزقة، واعتقلت بعضهم، وتعرض أفرادها للرشق من شرفات وسطوح العمارات. البويرة... السكان يغلقون الطريق السيار شرق- غرب انتقلت مساء أول أمس ألسنة نيران الاحتجاجات إلى وسط مدينة البويرة، بعدما أقدم المئات من الشباب في مجموعات متفرقة في حدود الساعة الثامنة، على غلق معظم الطرق الفرعية داخل المدينة، في عدة أحياء من بينها حي ذراع البرج، خزان الماء، حي 1100 مسكن وحي حركات. وقاموا بإضرام النار في العجلات المطاطية، ولم تتمكن مصالح الأمن من تفريق المتظاهرين إلا بعد وصول فرق إضافية من قوات مكافحة الشغب التي استعملت القنابل المسيلة للدموع. وتم تسجيل عدة خسائر من بينها تخريب واجهة المقر الجديد لديوان الترقية والتسيير العقاري المتواجد بحي 1100 مسكن، إلى جانب إصابة شرطيين بجروح، بعدما رشقوا المتظاهرين سيارتهم بالحجارة. بالإضافة إلى كسر زجاج عدة مؤسسات عمومية من بينها مقر الولاية. واستمرت الاشتباكات على مستوى حي خزان الماء حتى بعد هدوء بقية الأحياء. ولوحظ تواجد كبير من عناصر الأمن بالقرب من مقر الولاية، والإذاعة وكذا مقر شركة جازي. ومن جهة أخرى، تمكنت قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني من إعادة فتح الطريق السيار شرق- غرب، على مستوى بلدية الأسنام، بعدما أقدم المئات من سكان بلدية أهل القصر على غلقه، بواسطة العجلات المطاطية والمتاريس. وأقدم المئات من سكان أحنيف بأمشدالة، الواقعة على بعد 45 كلم شرق ولاية البويرة، بعد ظهر الخميس، على غلق الطريق الوطني رقم 26 على مستوى المحور الذي يربطه بالطريق الوطني رقم ,5 بواسطة الحجارة والعجلات المطاطية التي أضرموا فيها النار، احتجاجا منهم على ما أسموه بغلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية مع بداية العام الجديد. وهو ما أدى بالتجار إلى غلق محلاتهم التجارية خوفا من تعرضها للحرق و النهب. وأفاد مصادر محلية، أن أكثر من 500 شاب نزلوا من مختلف مداشر وقرى دائرة أمشدالة في حدود الساعة الواحدة زوالا، وقاموا بغلق النقطة المحورية الرابطة بين كل من الطريق الوطني رقم 26 ونظيره رقم 05 على مستوى أحنيف. المظاهرات في بومرداس انطلقت صباحا ولم تهدأ إلا في وقت متأخر من الليل في مظاهرات عارمة على مستوى عدة بلديات ببومرداس، قام المحتجون بغلق الطريق الوطني رقم ,12 الرابط بين ولاية تيزي وزو والجزائر. وتحديدا في منطقة يسر، برج منايل والناصرية، الواقعة شرق الولاية. فالمحتجون على مستوى دائرة الناصرية أقدموا منذ صبيحة الخميس على غلق الطريق الوطني رقم ,12 أين أحرقوا العجلات المطاطية على قارعة الطريق. وتوجه بعضهم إلى وسط المدينة أين دخلوا في مشادات عنيفة مع قوات الأمن وعناصر مكافحة الشغب، دون وقوع إصابات لدى الطرفين. أما في برج منايل فقد بدأت الاحتجاجات في الساعة الحادي عشرة والنصف صباحا، حيث غلق الطريق الوطني رقم 12 والطريق المحلي الرابط بين حي مخاطرية وبوصبع. وفي حدود الساعة الثانية زوالا وصل المحتجون إلى وسط المدينة، أين غلقت المحلات التجارية أبوابها. و قد حصلت عدة مشادات مع مصالح الأمن حين أقدم المحتجون على رشق مقر المحكمة بالحجارة ومقر لقوات الدرك الوطني. كما شهدت بلدية يسر نفس الأوضاع، حيث أقدم المحتجون في منتصف النهار، على غلق الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين تيزي وزو والجزائر، و كل الطرقات المؤدية لوسط المدينة. ولم تسلم مدن بودواو وخميس الخشنة من الظاهرة، حيث عرفت الأولى الاعتداء على المقرات العمومية كالبريد والبلدية والملحقة الجامعية، فضلا عن المواجهة المباشرة مع قوات مكافحة الشغب وقطع الطرق الرئيسية بالمدينة، في حين فضل المحتجون في خميس الخشنة التوجه إلى أحد أكبر المستودعات الذي نهب عن آخره. والحال نفسه عرفته بلديات أخرى على الحدود مع ولاية البليدة. بجاية أول الولايات التي تعود للاحتجاج صبيحة الجمعة قطع سكان أقبو وتازمالت الطريق الوطني رقم ,26 الرابط بين بجايةوالجزائر العاصمة، منذ الساعات الأولى لنهار الخميس ، تنديدا منهم بغلاء المعشية. كما أقبل المتظاهرون على حرق العجلات المطاطية ووضع متاريس على قارعة الطريق، الذي عرقل حركة المرور على أحد أهم المسالك بالمنطقة. وقام المتظاهرون بتنظيم مسيرة وسط المدينة لإخراج موظفي الهيئات العمومية من مكاتبهم، من أجل تعطيل النشاط تماما. وعاد المحتجون إلى الشوارع صباح أمس، وتواجهوا مع قوات الأمن وخرّبوا المقر الجديد للمحكمة، المديرية المحلية لشركة توزيع المياه، ملحقة مكتب البريد لأقبو، وملحقة شركة ''سونلغاز''. وأفضت الأحداث إلى إصابة 7 أفراد من عناصر الأمن و3 من المحتجين، بجروح متفاوتة. بعد تعرض ''رونو'' للتخريب ... فرنسا تدعو رعاياها بعدم السفر إلى الجزائر دعت وزارة الخارجية الفرنسية رعاياها لتجنب السفر إلى الجزائر، بعد الاضطرابات التي شهدتها العاصمة وبعض المدن، وكان من نتائجها تخريب أملاك تتبع لشركة فرنسية. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، إن الجزائر ''توجد في الموقع البرتقالي'' ضمن التحذيرات الموجهة للرعايا الفرنسيين المنشورة بموقع الخارجية الإلكتروني. ويعني ذلك، حسبه، أنه ''لا ينصح بالتنقل إلى هذه المنطقة إلا في حالة الضرورة القصوى. وكان فاليرو يرد على سؤال صحفي تناول أمن الفرنسيين بالخارج، في إطار الندوة الصحفية التي تقيمها يوميا وزارة الخارجية الفرنسية. وأشار السؤال إلى المظاهرات والاضطرابات التي عاشتها الجزائر، وكان من نتائجها استهداف مصالح فرنسية. وجاء في السؤال بأن مقر وكيل منتج السيارات ''رونو'' بالجزائر العاصمة تعرض للتخريب، في موجة الغضب التي اجتاحت حي باب الوادي.