اندلعت أعمال شغب كبيرة بين سكان حي ديار البركة ببراقي وقوات مكافحة الشغب التي دخلت لتفرقة الغاضبين الذين هاجموا مقر الأمن الحضري، واستعملت الشرطة في ذلك الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع· انقلبت الأوضاع ببلدية براقي مساء أمس رأسا على عقب، بعد إقدام العشرات من شباب حي ديار البركة بوسط براقي، على قطع الطريق الرابط بين براقي ومدينة الأربعاء وهو أحد الطرقات الرئيسية للبلدية، وتم إحراق العجلات المطاطية، ووضعت الحجارة والمتاريس الحديدية· وأرجع السبب في الحركة الاحتجاجية إلى عدم استكمال عمليات الترحيل حسبما ذكرته مصادر محلية ل”البلاد”· وتدخلت الشرطة لتفريق المحتجين لكن دون جدوى، رغم مطاردة الشرطة لعدد منهم، ولم يأت ذلك بأي نتيجة خاصة مع اتساع رقعة الاحتجاج إلى وسط براقي وشارع محمد بلعربي الرئيسي، حيث رشق المحتجون مقر الأمن الحضري بالحجارة وزجاجات المولوتوف· الحالة تلك، أربكت مظاهر الحياة الاعتيادية في شارع معروف بكثافة الحركة والنشاط التجاري، حيث أغلق التجار محلاتهم، وشوهد المارة يفرون في كل الاتجاهات، والعديد التجأ إلى العيادة المتعددة الخدمات التي امتلأت عن آخرها بالفارين· وذكر شهود عيان، أن الشرطة استخدمت الرصاص المطاطي لتفريق المحتجين· وفسر مصدرنا أن”العملية كان مخططا لها سلفا”، وأمام اشتعال الوضع بالبلدية، وعدم قدرة شرطة براقي على التحكم في الأوضاع، تم الاستنجاد بوحدات مكافحة الشغب، التي لم تمهل المحتجين الفرصة، وباغتتهم فور وصولهم بالقنابل المسيلة للدموع والعيارات المطاطية للتخويف، فيما كان ظاهرا أن الشرطة قد تلقت أوامر بعدم مطاردة المحتجين باتجاه الحي السكني ديار البركة الذي انطلقت منه الشرارة، خشية انزلاق الأمور، وأن المهمة التي أمرت بها هي تأمين المقرات الأمنية، ومقري الدائرة والبلدية القريبين واللذين تم تعزيز التواجد الأمني بهما· ونقلت مصادر أخرى أنه تم توقيف عدد من المحتجين وتم اقتيادهم إلى مقر الأمن الحضري· وتحولت بلدية براقي، في الآونة الأخيرة، إلى ”بركان نائم” يقذف حممه بين الفينة والأخرى، حيث سبق أن عرفت البلدية أعمال شغب سبتمبر الماضي، بسب السكن، حيث تمت مهاجمة المقرات الأمنية والدائرة والبلدية·