* سفارة الجزائر بعمان تؤكّد الخطأ الطبّي وتتابع القضية لم يتبادر إلى ذهن والد الطفل الجزائر عبد اللّه سليم 9 أشهر، أن تكون رحلة علاجه في إحدى مستشفيات القطاع الخاصّ الكبرى في الأردن بداية لمعاناة طويلة يتجرّعها رفقة أسرة كان كلّ ذنبها ثقتها العمياء في مستوى وسمعة الطبّ في الأردن· والد الطفل الجزائري عبد اللّه الذي تسبّبت عملية أجراها أحد الأطبّاء الأردنيين في ذلك المستشفى في شلل وتعطّل جزء من دماغ طفله، يروي بمرارة تفاصيل رحلته التي ستبقى أثارها عالقة في ذاكرته كلّما نظر إلى جسد طفله النّحيل· فحول رحلة العلاج، قال والد الطفل إنه حضر قبل شهرين من الجزائر إلى الأردن لإجراء عملية قلب مفتوح لطفله وعلى نفقة متبرّعين من دولة الإمارات الشقيقة· وفي ذات اليوم الذي وصل فيه الطفل المستشفى تعرّض لوعكة صحّية نتيجة اِلتهاب في الصدر، ما أدّى إلى ارتفاع حرارته، وبالتالي تمّ تأجيل إجراء العملية إلى حين شفائه وبناء على نصيحة طبيبه المشرف على حالته· وبعد عدّة أيّام، وفي إصرار استرعى انتباه الوالد، قام الجرّاح المكلّف بإجراء العملية - بالرغم من معارضة الطبيب المشرف على الطفل نظرا لارتفاع حرارة جسده - بتحضير الطفل لعملية القلب المفتوح، وأجريت العملية في صباح اليوم الثاني، ليأتي بعدها الجرّاح ويطمئن الوالد على صحّة طفله ويؤكّد نجاح العملية بنسبة تزيد عن 95 بالمائة، طالبا من قسم الإنعاش وضع الطفل تحت جهاز التنفّس لمدّة تتراوح بين 24 و48 ساعة حسب استدعاء حالته، إلاّ أن الجهاز لم يخدم الطفل سوى 9 ساعات، حيث تمّ نزعه بحجّة أن حالة الطفل تحسّنت، ليبدأ فصل من فصول المعاناة· حيث توقّف قلب الطفل بعد ساعتين من نزع جهاز التنفّس عنه، ليتدافع الأطبّاء حينها لمحاولة إنعاش قلبه وإعادة جهاز التنفّس بعد أن تسبّب ذلك الحدث في تلف جزء من دماغ الطفل مخلّفا له شللا في أطرافه وإصابته بالعمى التام وتضرّر السّمع عنده· بقي الطفل تحت جهاز التنفّس لأربعة أيّام أخرى دون أن يدرك الوالد ما أصاب طفله من ضرر إلاّ بعد قدوم أخصّائية من المستشفى للإشراف والقيام ببعض الفحوص· وفي ذات الوقت التي أظهر فيها الأطبّاء والقائمون على المستشفى للوالد أملا في معالجة طفله وإمكانية استقرار حالته، جاء تقرير من إحدى المستشفيات في فرنسا، التي راسلها الوالد مرفقا نسخا من تقارير طبّية حول عملية طفله وحالته الصحّية، تفيد بأن حالة الطفل حرجة وعلاجه شبه مستحيل نظرا لانقطاع الأوكسجين عنه لفترة طويلة، إضافة إلى قيام الجرّاح بإجراء العملية والطفل محموم· وحاول مدير المستشفى -حسب والد الطفل- خداعه من خلال طرح عرض مغادرته المستشفى مقابل علاج طفله داخل إحدى المستشفيات الجزائرية لمدى الحياة، فطلب الوالد تثبيت هذا العرض بوثائق إلاّ أن المدير رفض، مشيرا له إلى أن كلمته ولسانه أكبر وأقوى من أيّ وثيقة، ل تنفتح أبواب الجحيم أمامي حسب وصف والد الطفل عبد اللّه لمعاملة مدير إدارة المستشفى هناك، حيث مورست ضده كلّ أشكال الضغط النّفسي والمادي لمحاولة إخراجه من المستشفى· واعتبارا من صباح السبت الماضي، مُنع تزويد غرفة الطفل بالخدمات والطعام، كما يتمّ تزويد الطفل بالدواء عبر رميه على سريره - حسب والده - ليقوم هو وأمّه بإعطائه للطفل· وأكّد والد الطفل تعرّضه الدائم للتهديد بإخراجه عنوة من المستشفى، ناهيك عن محاولات رجال أمن المستشفى التعرّض الدائم له بتوجيه من ابن مديرها· ولم يقف والد الطفل مكتوف اليدين إزاء ما تعرّض له ولده، فقام باللّجوء إلى نقابة الأطبّاء وتقديم شكوى لوزارة الصحّة ليتمّ على إثرها تشكيل لجنة تحقيق· وفي اتّصال ل أخبار اليوم بالسفارة الجزائرية في عمان، أوضح متحدّث باسم السفارة أن الأمر يتعلّق بخطأ طبّي وقع على الطفل الذي لايزال يخضع للعلاج في المستشفى، وأن السفارة تتابع قضيته باهتمام كبير، وأن والد الطفل وهذا حقّ يكفله القانون رفع دعوى قضائية ضد إدارة المستشفى·