يشتكي سكان حي الكاريار ببلدية الدويرة من الوضعية المزرية التي يواجهونها منذ أزيد من 15 سنة بسبب تدهور ظروف معيشتهم دون أن تلقى شكاويهم أيّ التفاتة من السلطات المحلّية بالرغم من المعاناة الطويلة التي طال أمدها إزاء جملة المشاكل العالقة في مقدّمتها الأعطاب التي ألحقت بقنوات صرف المياه، والتي انجرّ عنها تدفّق المياه القذرة وسط الحي، ناهيك عن الانتشار الواسع للنفايات والأوساخ التي شكّلت ديكورا في معظم أرجاء الحي، والتي أعطت المحيط لمسة تتقزّز منها الأبدان وتسدّ الأنفس، فضلا عن الرّوائح الكريهة المنبعثة نتيجة تعفنها. من أجل وضع حدّ نهائي لتلك المشاكل رفع قاطنو الحي عدّة شكاوَى وكتابات إلى السلطات الوصية للنّظر في انشغالاتهم والعمل على إنهاء جملة مشاكلهم المتراكمة في أقرب الآجال من أجل الحدّ من تفاقم الوضع الذي من شأنه أن يتسبّب في انتشار الأمراض والأوبئة وسط السكان، لا سيّما الأطفال والرضّع الأكثر عرضة لهذه الخلفيات. وفي اتّصال بعض المواطنين ب (أخبار اليوم) أكّدو أنه بالرغم من أنهم قاموا بتقديم شكاويهم في العديد من المناسبات للسلطات المعنية من أجل النّظر في مشاكلهم إلاّ أنهم لم يتلقّوا أيّ ردود شافية من شأنها رفع الغبن عنهم والحدّ من معاناتهم اليومية التي طالما لازمتهم لسنوات دون أن تعرف سبيلها إلى حلّ نهائي. وفي حديثنا مع السكان كشفوا لنا أن الحي يعاني من انسداد في قنوات الصرف الصحّي وهذا ما نجم عنه مشاكل تدفّق المياه القذرة وتجمّعها أمام التجمّعات السكنية، والذي جعل الرّوائح الكريهة تنتشر في المكان، وهذا ما تسبّب في تذمّر وغضب هؤلاء المواطنين. وعن تلك النفايات أضاف السكان أن تماطل السلطات البلدية في القيام برفعها يوميا أدّى إلى تراكم الأوساخ والقاذورات التي أصبحت تغطّي جزءا من مساحة الحي، والتي شكّلت مفرغة عمومية. وفي هذا الشأن عبّر هؤلاء السكان عن استيائهم من هذه الأوساخ التي غزت الحي، سيّما وأنها متراكمة بمحاذاة شرفات وسكنات الحي. كما اشتكى المواطنون أيضا من تدهور المسالك الرابطة بين الحي والأحياء المجاورة وحتى المسالك الداخلية للحيّ التي تتواجد في حالة كارثية بسبب عدم تهيئتها، هذا ما يجعلها تتحوّل إلى مستنقعات مائية على مدار فصل الشتاء الذي أصبح بمثابة هاجس السكان، كما أن الحي يتحوّل إلى أكوام غبار يستنشقه السكان صيفا، لذا أبدى محدّثونا تخوّفهم من انتشار الأمراض والأوبئة أوساطهم بسبب تردّي الوضع الذي يزداد سوءا يوما بعد يوما حسب تصريحاتهم وهذا ما تسبّب في تذمّر السكان واستيائهم من هذه الحالة. وأردف أحد القاطنين أن الحي ليس مشيّدا بطريقة فوضوية، بل هو عبارة عن فيلاّت شيّدت بطريقة مميّزة، غير أن المشاكل المذكورة شوّهت الوجه الحقيقي لهذا الحي. وما زاد الطّين بلّة أيضا هو غياب الإنارة العمومية، حيث أكّد لنا هؤلاء أن غياب الإنارة العمومية خلق لهم العديد من المشاكل، خصوصا تلك المتعلّقة بتعرّضهم للاعتداءات التي تعرف طريقها إليهم بكثرة في الفترات اللّيلية والسطو على ممتلكاتهم، وهذا ما يجبرهم على المكوث في بيوتهم والدخول إليها مبكّرا، وهذا الإشكال منعهم من الحركة بحرّية في حيّهم ليلا وقضاء احتياجاتهم أو الغياب عن منازلهم ليلا، بالإضافة إلى مرافقة أولادهم في الصباح إلى المدارس خوفا عليهم من الفئة المنحرفة التي تنشط على مستوى الحي، سيّما في الشتاء السابعة صباحا تكون الرؤية لازالت محجوبة. إلى جانب كلّ هذه المعاناة اشتكى السكان أيضا من غياب شبكة الغاز الطبيعي، وهذا ما يجبرهم على الخروج للبحث عن قارورات غاز البوتان بعد معاناة طويلة مع مسافة لنقلها، والأدهى من ذلك هو غلاؤها في الشتاء تحديدا أين يكثر عليها الطلب. وأمام جملة الانشغالات والنقائص التي تلازم سكان حي الكاريار رفع هؤلاء صرختهم إلى السلطات المحلّية والولائية لاحتواء الأزمة وهذا من خلال عملهم على تجسيد بعض المشاريع التنموية التي من شأنها أن تعطي الحي وجهه الحقيقي وتساهم في تحسين مستوى المحيط ككل.