من الأيام التي فضلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحض على صومها الاثنين والخميس من كل أسبوع والأيام الثلاثة القمرية من كل شهر وتسمى الأيام البيض لما لها من فضل كبير. وصيام هذه الأيام من النوافل التي يحبها الله ورسوله لقوله تعالى في سورة آل عمران: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم”. وتقول الدكتورة ماجدة هزاع -رئيس قسم الفقه المقارن بكلية البنات جامعة الأزهر: صيام هذه الأيام اتباع لسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم– وهذه من النوافل التي تسبب محبة الله للعبد لقول الله -عز وجل- في الحديث القدسي: “ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه “ والنوافل تشمل الصيام والقيام والعمرة. وأضافت: وردتْ أحاديث كثيرة عن رسول الله في فضل الصيام تنطبق على صوم النوافل فهو سبب للدخول من أبواب الجنة قال صلى الله عليه وسلم: “إنّ في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال: أين الصائمون؟ فيقومون فلا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد” والله سبحانه وتعالى يتكفل بأجر الصائم وهو أكرم الأكرمين إذا أعطى حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يقول الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي فصيامه لي وأنا أجزي به كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف والصيام جنة وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وفى الحديث الشريف: “الصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. يوم الاثنين ويوم الاثنين على أرجح الأقوال هو يوم مولد الرسول ويوم الخميس ترفع فيه الأعمال إلى الله كما ذكر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وكان رسول الله يصوم يوم الخميس لأنه كان يحب أن يعرض عمله على الله وهو صائم، وصيام يومي الاثنين والخميس سنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وورد فضل صيام أيام الاثنين والخميس في أحاديث كثيرة منها حديث أبي قتادة قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: “فيه ولدت وفيه أنزل علي” وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم” وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس”. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم :”من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر -رضي الله عنه: أنا قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبوبكر: أنا قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ قال أبو بكر: أنا قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر أنا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة”. وأضافت: والأمر في صيام الأيام الثلاثة واسع كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها، وأفضل أيام الشهر لصيامها الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، كما جاء في الأحاديث الصحيحة الأخرى ويجوز للإنسان أن يصومها في أول الشهر أو وسطه أو آخره متتابعة أو متفرقة لكن الأفضل أن تكون في الأيام البيض الثلاثة. عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض: صبيحة ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر”. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا صمت شيئاً من الشهر فصم ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر”. الأيام الثلاثة البيض أما عن فضل صوم الأيام الثلاثة البيض من كل شهر وهي الأيام القمرية تقول الدكتورة ماجدة هزاع: الأيام البيض يكون القمر فيها مكتملاً وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر القمري. ومن فضل هذه الأيام ما جاء في حديث أبي هريرة -رضى الله عنه- قال: “أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام” وعن معاذة العدوية أنها سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم. فقلت لها: من أي أيام الشهر كان يصوم ؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم”.