إن الأحكام الشرعية يجب أن تؤخذ من النبي صلى الله عليه وسلم ومن القرآن الكريم وأن شهر رجب واحد من شهور السنة وله ميزة على بقية الأشهر وذلك أنه من الأشهر الحرم التي فضلها الله في القرآن حيث قال سبحانه وتعالى: "إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم" فورد في هذه الآية دخول شهر رجب ضمن الأشهر الحرم والنبي صلى الله عليه وسلم حبب إلى الناس ورغبهم في فضيلة الصيام في الأشهر الحرم وشهر رجب واحد منها•• ولم يؤمر الإسلام صيام شهر كامل إلا رمضان وأما غير رمضان فلم يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام النوافل فيه إلا أيام العيدين وأيام التشريق ويوم الجمعة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الإثنين والخميس على مدار العام ولما سئل عن يوم الاثنين قال: فيه ولدت وفيه أنزل عليَّ" رواه الإمام مسلم وكان يصوم من كل شهر الأيام البيض كما روي الترمذي وغيره عن أبي ذر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له "إذا صمت شيئاً من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة"• وقد حكي النبي صلى الله عليه وسلم أن سيدنا دواد عليه السلام كان يصوم يوماً ويفطر يوماً"• ومن جملة هذه النصوص نقول أن النبي كان يصوم بهذه الهيئة في كل السنة ورجب شهر من أشهر السنة ومن يقول أن الصيام في رجب حرام قد خالف السنة ومن أين دليل على هذه الحرمة•• ولكن ينبغي لمن أراد الصيام في رجب ألا يصل رجب بشعبان كما يفعل عوام الناس ولكن يصوم ويفطر وقد ورد في صحيح مسلم أن عثمان بن حكيم الأنصاري قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب ونحن يومئذ في رجب فقال سمعت ابن عباس يقول: "كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم" وقال الإمام النووي الظاهر أن مراد سعيد بن حبير بهذا الإستدلال أنه لا نهي عنه ولا ندب فيه لعينه بل له حكم باقي الشهور "فالصيام" في رجب مشروع فيه لكن كغيره من الشهور•• وهو مميز بأنه من الأشهر الحرم•