أعلنت البعثة الأوروبية في كوسوفو يولاكس أول أمس العثور على بقايا بشرية في موقع بجنوب صربيا يشتبه بأن تكون مقبرة جماعية تضم رفات مئات الضحايا من ألبان كوسوفو المسلمين قتلوا أثناء الحرب بين صربيا وكوسوفو في الفترة بين العامين 1998 و1999. وقد أكد رئيس اللجنة الوطنية الخاصة بالمفقودين في كوسوفو برينك غجتاج تلقي لجنته منذ سنوات معلومات تفيد بوجود ما بين 250 و400 جثة في المكان. وأشارت البعثة الأوروبية في بيان لها إلى أن ممثلين عن السلطات الصربية وقسم الطب الشرعي في (يولاكس) وخبراء طب شرعي من كوسوفو، عثروا على بقايا بشرية أثناء عمليات حفر في موقع محجر رودنيكا في منطقة راسكا داخل الحدود الصربية قرب كوسوفو. وكان يجري التفتيش في الموقع منذ الإعلان عن اكتشافه في ماي 2010 من قبل البعثة الأوروبية والسلطات الصربية التي كانت أوضحت حينها أنه يمكن أن تكون دفنت فيه جثث نحو 250 ألبانيا من كوسوفو. وقد دفنت في مرحلة أولى الجثث في ثلاثة مواقع مختلفة في كوسوفو ثم أخرجت ونقلت إلى رودنيكا، حسبما أوضح حينها المدعي العام للجمهورية الصربي المكلف جرائم الحرب فلاديمير فوكشيفيتش. وفي حال ثبت ذلك سيكون الموقع سادس مقبرة جماعية تكتشف منذ العام 2000 وثاني أكبر مقبرة جماعية تكتشف في صربيا بعد موقع باتانيكا قرب العاصمة بلغراد، حيث عثر على أكثر من 800 جثة لألبان كوسوفو في 2001 في موقع ثكنة لوحدة خاصة لمحاربة الإرهاب تابعة للشرطة الصربية. وكانت القوات الصربية في عهد الرئيس السابق سلوبودان ميلوسوفيتش تحاول بذلك أن تخفي في صربيا جرائم حرب بحق مدنيين وقعت في كوسوفو أثناء النزاع الذي واجهت فيه القوات الحكومية أنصار استقلال كوسوفو. وخلفت الحرب الصربية على كوسوفو نحو 13 ألف قتيل معظمهم من ألبان كوسوفو. ولا يزال هناك أكثر من 1700 في عداد المفقودين. وكانت كوسوفو أعلنت استقلالها في العام 2008، لكن العلاقات مع صربيا لم تتخذ منحى نحو التطبيع إلا العام الماضي بعد توصل الاتحاد الأوروبي لاتفاق يدمج مناطق الصرب في شمال كوسوفو مع بقية البلاد وعرض محادثات متوقع أن تبدأ في جانفي القادم لانضمام صربيا للاتحاد الأوروبي.