اشتكى سكان حي 400 مسكن بعين النعجة ببلدية جسر قسنطينة، من سياسة التهميش المفروضة عليهم من طرف السلطات، حيث عبروا عن مدى تذمرهم واستيائهم من الوضعية المزرية التي يعشونها منذ عقود دون أن تعرف أي جديد لتحسن أوضاعهم، لذا يطالبون المسؤولين التدخل لانتشالهم من العزلة التي يتخبطون فيها نظرا للنقائص والمشاكل العديدة التي تشهدها وضعيتهم السكنية المتردية بالحي، جراء غياب أدنى شروط الحياة الطبيعية. يواجه هؤلاء السكان معاناة يومية بسبب غياب في شبكة الغاز الطبيعي هذه المادة الضرورية التي لم تعرف سبيلا لها بعد إلى الحي، منذ تدشينه، باستثناء بعض العمارات التي حظي أصحابها في ربطها بالغاز الطبيعي منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهو الأمر الذي اعتبره هؤلاء إجحاف في حقهم، نظرا للأهمية التي تكتسيها هذه المادة والتي يتزايد عليها الطلب خلال فصل الشتاء، وأكدوا أن غيابها يثقل كاهلهم لكونهم يضطرون لقطع مسافات طويلة للحصول عليها. كما اشتكى هؤلاء السكان من خطر الاعتداءات والسرقات الذي يتعرضون لها من طرف فئة من الشباب المنحرفين الذين يغتنمون فرصة غياب الإنارة بالحي من أجل أن يقوموا بممارسة مهنة السطو والإعتداء لبلوغ غاية سرقة ممتلكات هؤلاء المواطنين، في ظل غياب دوريات الأمن بالحي. وأضاف هؤلاء أن تلك الجماعات من الشباب المنحرف حوّلوا مداخل العمارات إلى أماكن للالتقاء والتجمع بها، والقيام بالأعمال المشينة خصوصا في موسم الشتاء، على غرار تعاطي المخدرات واحتساء الكحول، مؤكدين أن هؤلاء المنحرفين يستغلون عدم غلق بعض أبواب العمارات في الفترة الصباحية ومنتصف النهار، وانتهاء دوام عمل أعوان الحراسة الذين قام بتوفيرهم صندوق التوفير والاحتياط لحراسة الحي، للتسرب خفية إليها والسطو على كل ما يجدونه من أغراض، ناهيك عن التلفظ بالكلام البذيء الذي يصل مسامع السكان، الذين عبروا عن تخوفهم من هؤلاء الشباب لكونهم يحملون أسلحة بيضاء، مما يجبرهم على القيام بتفادي الدخول معهم في مناوشات وتجنبهم من أجل تفادي قيامهم بجرائم لا يحمد عقباها. وعن مشكل النفايات فحدث ولا حرج، حيث تحول الحي الى مفرغة عمومية، وأكد هؤلاء السكان أن وضعية الحي الكارثية لم تعد تطاق، وحسب محدثينا أن هذه الأوساخ والنفايات المتسبب فيها تجار السوق المغطاة والجواري الموجودة بالمنطقة، إضافة إلى انعدام الوعي وثقافة النظافة المحيط لدى بعض السكان الذين لا يحترمون أوقات وأماكن رمي النفايات مما يتسبب في تراكمها وانتشارها في أركان الحي، وأضاف بعض قاطني حي 400 مسكن بعين النعجة أن تراكم الأوساخ وانتشارها أدى إلى جلب العديد من الحيوانات الضالة والحشرات كالبعوض. ومن أجل إنهاء معاناتهم مع الأوساخ وغياب مادة الغاز وأزمة عيشهم في خوف وقلق دائم، ناشد سكان الحي السلطات المعنية والمحلية بالالتفات إلى مطالبهم والرد على انشغالاتهم وذلك من خلال العمل على تهيئة الحي وتزويدهم بالإنارة والغاز وتوفير الأمن، لمطاردة وردع هؤلاء الشباب الذي يزرع الرعب أوساط السكان ومنعهم من التسبب في كوارث بشرية لا يحمد عقباها.