لازالت معاناة 28 عائلة تقطن عمارة بشارع فريكو ببلدية سيدي أمحمد بالعاصمة، متواصلة بسبب تدهور قنوات صرف المياه وتآكلها نتيجة قدمها الأمر الذي تسبّب في تسرب المياه إلى الشقق السفلية التي تشهد تشققات كبيرة على مستوى الجدران والأسقف، وما زاد وضع البناية تدهورا العوامل الطبيعية المتعاقبة سيما زلزال 2003، وبالرغم من الشكاوي المتعددة الموجهة لديوان التسيير العقاري لحسين داي بالتدخل ووضع حد لهذا المشكل، إلا أنه لا شيء تغيّر. وفي هذا الصدد، أكد هؤلاء السكان ل( أخبار اليوم) أنهم يعيشون وضع مزري وكارثي منذ أكثر من 20 سنة يواجهون المخاطر وما زاد تأزم الوضع هو تحطم قنوات الصرف الرئيسية التي انجر عنها الانسداد الحاصل في كل مرة مما أدى إلى تسرب المياه المستعملة وتجمعها بقبو العمارة، ونظرا لارتفاع منسوب المياه يحدث فيضانه مما يحول مدخل العمارة إلى مسبح من المياه القذرة وكذا تسربه إلى أحد الطوابق السفلية أين تقيم مواطنة، وحسب شهادة هذه المتحدثة ل أخبار اليوم فإنها تعيش جحيم وكابوس على مدار السنة سواء من جانب تسرب المياه إلى كامل الغرفة أو من انتشار الروائح الكريهة التي تتقزز لها الأنفس ناهيك الأمراض المتعددة التي إصابتها وعائلتها نتيجة الرطوبة العالية إزاء تلك المياه التي باتت هاجس أرهق كاهلهم وحول حياتهم إلى جحيم والمشكلة لا تنحصر على هذه السيدة فقط بل مسّت 27 عائلة أخرى، وأمام هذه الأوضاع المأساوية التي تتخبط فيها العائلات، تطالب في هذا الصدد من السلطات المحلية التدخل السريع بتكليف عمال البلدية بتنظيف القبو الذي يشهد تجمع المياه الملوثة التي نجم عنها انتشار مختلف الأمراض وسط السكان لاسيما الرّضع والأطفال وهذا على مدار السنة مطالبين في ذات السياق رشّ المكان بالمبيدات نظرا لانتشار الحشرات المؤذية على غرار والناموس في عز الشتاء، حيث نغصت عليهم راحتهم ونومهم نظرا للمشكل القائم وهو أعطاب القنوات الرئيسية -حسبهم-، أما في فصل الصيف فحدث ولا حرج حيث يصبح المكان لا يطاق على الإطلاق بسبب الروائح النتنة التي تسد الأنفاس بمجرد الدخول من باب العمارة على حد قول أحد القاطنين. وأرجع محدثونا أن الوضع الكارثي الذي يعيشونه والمخاطر المحدقة بهم سببها مسؤولي ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي الذين يمارسون عليهم سياسة الصمت المطبق غير آبهين بناقوس الخطر المتربص بهم أو انهيار العمارة فوق رؤوسهم في أي لحظة بسبب سياسة التملص والتغاضي على التدخل لإيجاد حل نهائي للمشكل القائم والموت الأكيد الذي يهدد العديد من العائلات المقيمة بالبناية المذكورة. وسط هذه الظروف الكارثية تستنجد تلك العائلات بالسلطات المعنية على رأسها الوالي المنتدب بالتعجيل في ترحيلهم إلى سكنات لائقة لانتشالهم من الخطر المتربص بهم.