لازالت 240 عائلة قاطنة بالبيوت القصديرية بمزرعة ماركدال ببلدية القبة في العاصمة تعيش هاجس الرعب والخوف الذي يلازمها والمعاناة اليومية التي يواجهها هؤلاء السكان جراء الخطر المتربص بهم نتيجة خطر الأعمدة والكوابل الكهربائية التي عرفت ضغطا عاليا نتيجة تفرغها من محطة توليد الكهرباء التي تزود إقليم البلدية، وسبق وأن رفعت هذه العائلات انشغالاتها ومدى المخاطر المحيطة بها عبر صفحاتنا إلا أنها لازالت تواجه جحيما حقيقيا بكل ماتحمله الكلمة من معاني، وفي السياق ذاته عبرت العائلات عن مدى المعاناة اليومية التي تعيشها منذ سنوات خلت دون أن تتدخل السلطات المحلية في انتشالهم من تلك الوضعية المأساوية والتي وصفوها ب(الحرجة والمتردية). وأضاف محدثونا أنهم في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه ترحيلهم إلى سكنات لائقة وانتشالهم من الوضعية المزرية داخل بيوت شبيهة بإسطبلات تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة الكريمة، يضاعف من معاناتهم مشكل خطر الكوابل الكهربائية التي تهدد حياتهم وأمنهم والذي ساهم بشكل كبير في تدهور حالاتهم الصحية والنفسية جراء الهلع والقلق الدائم الذي يواجهونه، واصفين الوضع بأنه بات لا يطاق وأضحى كابوسا مزعجا يحدق بهم كما أرهق كاهلهم ونغص عليهم راحتهم. وأضاف أحد السكان أن كل آمالهم كانت معلقة على قرار رئيس الجمهورية الصادر بالقضاء على البيوت الهشة قبل سنة 2012 إلا أن وعود المسؤولين بقيت ضربا من الخيال لم يعرف تجسيده على أرض الواقع إلى يومنا هذا، ورغم عملية الترحيل التي مست البيوت القصديرية المجاورة وكذا التي مستهم العملية عبر كامل التراب الوطني إلا أنهم لم يبرحوا مواقعهم القصديرية الآيلة للسقوط بسبب الكوارث طبيعية المتعاقبة. وأضاف هؤلاء أن لهم الحق بعملية الترحيل على غرار البيوت الفوضوية الأخرى وهذا بسبب خطر الموت المتربص بهم بسبب ما تشكله الكوابل الكهربائية وتنصيبها بطريقة عشوائية، ومرورها فوق السكنات فضلا عن المشاكل الصحية وغيرها من التعقيدات النفسية جراء الوضع المعيشي المتدهور داخل تلك لجحور حسبهم والتي تنعدم فيها قنوات المياه الصالحة للشرب وقنوات الصرف الصحي التي اضطرت العائلات إلى تشييدها بطريقة بدائية عشوائية مما يؤدي إلى انسدادها في كل مرة وفيضانها، وهو الوضع الذي أصبح يهدد بكارثة وبائية لقاطني البيوت، وفي هذا الشأن أبدت هذه الأخيرة تذمرها وسخطها الشديدين من سياسة التجاهل والتهميش التي تنتهجه السلطات اتجاه مشاكلهم المتعددة لا سيما الخاص بالوضع البيئي المتردي الذي يهدد الصحة العمومية، إلى جانب انتشار الروائح الكريهة التي تتقزز لها الأنفس والحشرات المؤذية والحيوانات الضالة التي وجدت المكان مسرحا لها. وحسب بعض العائلات أن هذا الوضع الكارثي ساهم بشكل كبير في انتشار مختلف الأمراض على غرار الربو والحساسية والطفح الجلدي الذي أصاب معظم الرضع والأطفال، فضلا عن التعقيدات النفسية. وأمام هذه الأوضاع التي أقل ما يقال عنها إنها كارثية ومزرية تجدد العائلات المقيمة بمزرعة ماركدال رفع استغاثتها للقاضي الأول في البلاد إنقاذها من الموت المتربص بها وانتشالها من الحياة الحيوانية التي تلازمها منذ أمد طويل.