- المتأمل في سرعة مرور الليالي والأيام وتصرم الشهور والأعوام يعلم حقاً أن الدنيا مزرعة للآخرة، فلنحمد الله أن بارك في أعمارنا ومتعنا بالعافية. - (الشتاء ربيع المؤمن) رواه أحمد والبيهقي وزاد: ((طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه)) وسمي ربيعاً، لأن المؤمن يرتع في بساتين الطاعات. - (الصيام في الشتاء: الغنيمة الباردة)[رواه الترمذي]، وسميت غنيمة باردة، لأنها حصلت بلا تعب ولا مشقة، فنهاره قصير وبارد فلنبادر لصيام ما تيسر منه. - كان السلف يفرحون بالشتاء لقيام الليل، حيث تأخذ النفس حظها من النوم لطول الليل، ثم تقوم فتصلي. قال ابن مسعود: (مرحباً بالشتاء يطول ليله للقيام). - قال الحسن البصري: (نعم زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه). وقال عبيد: (يا أهل القرآن طال ليلكم فاقرؤوا وقصر نهاركم فصوموا). - بكى معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عند موته وقال: (إنما أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر). - كان عمر - رضي الله عنه - إذا حضر الشتاء كتب إلى الجند: إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف فإن البرد سريع دخوله بعيد خروجه. - ينبغي علينا مساعدة الفقراء بكسوة الشتاء، فقد روى الترمذي عن أبي سعيد مرفوعاً: (من كسى مؤمناً كساه الله من خضر الجنة (أي: من حللها)). - عن أبي موسى قال: (احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فلما حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشأنهم قال: إن هذه النار عدولكم فإذا نمتم فأطفؤها عنكم) متفق عليه. - لا يجوز سب أمراض الشتاء، فقد دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أم السائب فقال: مالك؟ قالت: الحمى لابارك الله فيها. فقال: لاتسبيها فإنها تذهب الخطايا) [رواه مسلم]. 21- علينا أن نعلم أنه قد ثبت في الحديث أن أشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم، فلنكثر من الطاعات ليقينا الله من عذابها، فالشتاء فرصة للطائعين.