حالة ترقب وانتظار تعيشها أزيد من 500 عائلة مقيمة بالأقبية بحي سوريكال بباب الزوار، وهذا بعد اجتماع لجنة الحي بالبلدية وطرح المشكل وتقديمه لمصالح الولاية التي طمأنت السكان بترحيلهم ضمن كوطة أل 20 ألف سكن شهر فيفري المقبل. وفي هذا الصدد ينتظر سكان الأقبية بعمارات باب الزوار التفاتة السلطات المحلية، وتنفيذ وعودها من خلال إنجاز عملية تطهير شاملة، للأقبية التي تغرق في القاذورات، وإعادة إسكان مئات العائلات التي تقطن بهذه الأقبية منذ قرابة ال 20 سنة وسط أوضاع مأساوية وخطيرة، وفي كل مناسبة تسود حالة من القلق والحيرة وسط سكان الأقبية بعدة بلديات سيما حي السوريكال بباب الزوار، بعد إقصائهم من عملية الترحيل الخاص بولاية الجزائر، والذي تعلن فيها السلطات الولائية عبر بعض المنابر الإعلامية عن الشروع في فتح برنامج إعادة الإسكان، والمشكل أن هذا البرنامج الذي تنتظره مئات العائلات التي تسكن بأقبية العمارات، استثنيت منه العائلات القاطنة بالأقبية، فلقد أعلن عن ترحيل سكان البيوت القصديرية والشاليهات والبيوت الهشة، في كل عملية ترحيل في حين يقصى سكان الأقبية من البرنامج لأسباب تبقى مجهولة لدى مئات العائلات التي تراهن على حياة كريمة كباقي المواطنين الجزائريين. وحسب ممثل العائلات القاطنة بأقبية عمارات باب الزوار، فإن السنة الجديدة حلت ولازلنا نراوح تلك الأقبية المظلمة التي زادت حياتنا بؤسا ولم تجسد أي وعود من طرف السلطات على أرض الواقع، بل لم يتم إعلامهم بأي جديد والذي من شأنه التخفيف من حالة الغضب العارمة التي تجتاح المنطقة بالنظر للأوضاع المزرية التي تعيش فيها هذه العائلات والتي من بينها عائلات من سلك التربية يقيمون في هذه الأقبية لسنوات طويلة والتي تحاصرهم الرطوبة والأمراض والوضع يزداد تفاقما مع كل شتاء من خلال تسرب مياه الأمطار إلى داخل الأقبية، و كذا الرطوبة القاتلة التي تنخر أجساد مئات العائلات.. فهذه العائلات المقدرة ب 512 عائلة والتي تسكن بالأقبية بباب الزوار منذ ثلاثين سنة، مجبرة على التحمل أكثر وانتظار وعود السلطات المحلية، وهي تطالب فقط بحقها الشرعي في السكن والحياة الطبيعية خصوصا وأن هذا الوضع انجر عنه حصد أزيد من 19 حالة وفاة راحت ضحية الظروف القاسية والحيوانية داخل هذه الأقبية بسبب الأمراض المزمنة الناجمة عن الرطوبة، فهي تنتظر تحقيق وعود السلطات المحلية والوالي المنتدب، من خلال إدراجهم في قوائم العائلات المتضررة إلى السكنات المبرمجة المذكورة. وللإشارة فإن سكان الأقبية بباب الزوار ليست حالة فريدة من نوعها في العاصمة، فئات العائلات تنتظر التفات السلطات المحلية، ففي بلدية سيدي أمحمد وباب الوادي وبلكور نجد مئات العائلات التي تعيش نفس المصير والجحيم، داخل أقبية تغرق في القاذورات بسبب انسداد قنوات الصرف، فالتدخلات التي تقوم بها المصالح المختصة كالبلدية وديوان التسيير العقاري لم تقدم أي جديد لأنها آنية ومؤقتة، فسرعان ما تجدد نفس الحالة كلما حل فصل الشتاء فأقبية العمارات مثلا في حي سرفنتاس ببلكور يعرف هذه الحالة منذ سنوات، والأمر نفسه يواجه سكان الأقبية ب400 مسكن أين تغرق الأقبية في هذا الحي في القاذورات وتحولت إلى منبع للحشرات الضارة وانتشار الأمراض والأوبئة، فرغم كل نداءات السكان، إلا أن المشكل يبقى ماثلا ويزداد حدة عند كل شتاء، فبلدية براقي وديوان التسيير العقاري مطالبان بالتدخل لحل المشكل بشكل جذري وليس باللجوء إلى حلول مؤقتة تعيد المشكل إلى بدايته كل مناسبة. وأمام هذه الأوضاع المأساوية ينتظر سكان الأقبية على مستوى العاصمة سيما حي سوريكال تحقيق وعودها بترحيل هؤلاء السكان الى سكنات لائقة، وللإشارة أن ال 500 عائلة تعلق كل آمالها على مصالح الولائية بانتشالها من تلك القذارة التي حولت حياتهم إلى جحيم.