يطالب سكان الأقبية بعمارات العاصمة التفاتة السلطات المحلية، وتنفيذ وعودها من خلال إنجاز عملية تطهير شاملة للأقبية التي تغرق في القاذورات، وإعادة إسكان مئات العائلات التي تقطن بهذه الأقبية لأزيد من عشرين سنة وسط أوضاع توصف بالخطيرة. سادت مؤخرا حالة من الهلع وسط سكان الأقبية بعدة أحياء من العاصمة كحي السوريكال بباب الزوار، حيث تعجبوا من عدم ورود فئة سكان الأقبية ضمن برنامج الترحيل الخاص بولاية الجزائر، والذي أعلن فيها عبر بعض الوسائل الإعلامية عن الشروع في فتح برنامج إعادة الإسكان ما بين نهاية شهر ماي وبداية شهر جوان المقبل، والمشكل أن هذا البرنامج الذي انتظرته مئات العائلات التي تسكن بأقبية العمارات، استثنيت منه العائلات القاطنة بالأقبية، فلقد أعلن عن ترحيل سكان البيوت القصديرية والشاليهات والبيوت الهشة، فيما اسقط سكان الأقبية من البرنامج لأسباب تبقى مجهولة لدى مئات العائلات التي تراهن على حياة أفضل مع كل عملية انتخاب جديدة.. وحسب ممثل العائلات الساكنة بأقبية عمارات باب الزوار، فإن السنة تقارب على النهاية في حين أنهم لم يروا شيئا على أرض الواقع، بل لم يتم إعلامهم بأي جديد والذي من شأنه التخفيف من حالة الغضب العارمة التي تجتاح المنطقة بالنظر للأوضاع المزرية التي تعيش فيها هذه العائلات والتي من بينها عائلات أساتذة يسكنون في هذه الأقبية منذ عشرين سنة قاموا على تربية أجيال بكاملها ووجدوا أنفسهم في أقبية عمارات باب الزوار تحيط بهم الرطوبة من كل ناحية، والأمر يزداد سوءا مع كل شتاء، من خلال تسرب مياه الأمطار إلى داخل الأقبية، والرطوبة القاتلة التي تنهش من أجساد مئات العائلات.. فهذه العائلات المقدرة ب 511 عائلة والتي تسكن بالأقبية بباب الزوار منذ ثلاثين سنة مجبرة على التحمل أكثر وانتظار وعود السلطات المحلية، وهي تطالب فقط بحقها في الحياة خاصة أن حوالي 18 حالة وفاة راحت ضحية هذه الأقبية بسبب الأمراض المزمنة الناتجة عن الرطوبة، فهي تنتظر الجديد من طرف المنتخبين الجدد في باب الزوار، من خلال إدراجهم في قوائم العائلات المحتاجة إلى سكن ضمن برنامج ولاية الجزائر. وللإشارة فإن سكان الأقبية بباب الزوار ليست حالة فريدة من نوعها في العاصمة، فمئات العائلات تنتظر التفاتة السلطات المحلية، ففي بلدية بلوزداد نجد مئات العائلات التي تعيش الجحيم بصفة يومية في أقبية تغرق في القاذورات بسبب انسداد قنوات الصرف، فالتدخلات التي تقوم بها المصالح المختصة كالبلدية وديوان التسيير العقاري لم تقدم أية جديدة لأنها آنية ومؤقتة، فسرعان ما تجدد نفس الحالة كلما حل فصل الشتاء فأقبية العمارات مثلا في حي سرفنتاس ببلكور يعرف هذه الحالة منذ سنوات، والأمر نفسه يواجه سكان الأقبية بحي 480 مسكن بدرقانة، إذ تغرق الأقبية في هذا الحي في القاذورات وتحولت إلى منبع للحشرات الضارة وانتشار الأمراض والأوبئة، فرغم كل نداءات السكان، إلا أن المشكل يبقى ماثلا ويزداد حدة عند كل شتاء، فبلدية برج الكيفان وديوان التسيير العقاري مطالبان بالتدخل لحل المشكل بشكل جذري وليس باللجوء إلى حلول مؤقتة تعيد المشكل إلى بدايته كل مرة.