أدرجت محكمة جنايات العاصمة خلال دورتها العادية الثانية لسنة 2013 ملف متّهمين هما (غ. محمد أمين) و(ب. أسامة) للمحاكمة بعد أن تورّطا في محاولة ربط اتّصالات مع عبد المالك درودكال أمير تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال عن طريق وساطة (أبي حمزة) أمير إحدى الجماعات الإرهابية بمنطقة بومرداس، والتي كانت تخطّط لاستهداف مواقع بدلس وبومرداس من أجل تموين هذه الجماعات وتزويدها بأخبار الثكنات العسكرية وتجنيد الشباب الرّاغبين في الالتحاق بها. حسب قرار إحالة المتّهمين فإن المتّهم (غ. محمد أمين) كان قد أجرى عدّة اتّصالات مع المكنّى (أبو حمزة) أمير إحدى الجماعات الإرهابية بمنطقة بومرداس خلال الفترة الممتدّة ما بين سنتي 2005 و2007، حيث عمل المتّهم الثاني حينها على تزويد الجماعات المسلّحة بالمواد الغذائية والمواد الكيماوية وبمعلومات دقيقة حول تحرّكات قوات الأمن بالمنطقة بطلب من المدعو (أبو حمزة) بعدما تعرّف بالمكنّى (رضوان) الذي زوّده برقم هاتف هذا الأخير. حيث تحدّث (غ. محمد أمين) مع (رضوان) عن فكرة الجهاد في العراق والشيشان وحتى الصومال ضد إثيوبيا، ليتمّ بعد ذلك تحديد موعد بين (غ. محمد أمين) والمدعو (أبو حمزة) ببومرداس الذي التقاه برفقة إرهابيين اثنين مسلّحين عارضا عليه فكرة التوسّط له لدى عبد المالك درودكال المكنّى (أبو مصعب عبد الودود) الأمير الوطني لما يسمّى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ليصبح مستقبلا أحد أبرز مموّلي الجماعات الإرهابية بالمنطقة وتزويدها بالمعلومات المتعلّقة بالقضايا الإرهابية وبعض الأخبار الخاصّة بالثكنات العسكرية المتمركزة بالمنطقة وتحرّكات أفراد قوات الأمن، مع تكليفه بتجنيد الشباب الرّاغبين في الالتحاق في صفوف الجماعات الإرهابية. وقد تمكّن (غ. محمد أمين) بالفعل من تجنيد شابّين اثنين من بومرداس اللذين التحقا بجماعة (أبي حمزة) على متن سيّارة المتّهم ووجدا هذا الأخير في انتظارهما برفقة إرهابيين بحوزتهما رشاشات، وأخبرا (أبو حمزة) مع أسامة المتّهم الثاني بأن المجموعات الإرهابية بمنطقة وادي سوف طالبت درودكال عبد المالك بمدّها بعناصر إرهابية أخرى لتعزيز نشاطها وصفوفها هناك، مع العلم أن (أبا حمزة) وقت اللّقاء كان مرتديا حزاما ناسفا. هذا الأخير سلّم للمتّهم (غ. محمد أمين) مبلغ 4 ملايين سنتيم بغرض اقتناء مادة الفضّة الخام لاستعمالها في صناعة المتفجّرات بهدف القيام بعمليات إرهابية في بومرداس، وقد تمكّن المتّهم الثاني من شراء واحد كيلوغرام من هذه المادة بمبلغ 2.9 مليون سنتيم وسلّمها لجماعة (أبي حمزة) التي كانت تخطّط للقيام بعدّة عمليات إرهابية تستهدف بعض المناطق الحسّاسة في منطقة دلس.