قالت منظّمة الأمم المتّحدة إن العام الماضي انتهى على وقع أزمات إنسانية شديدة ومتفاقمة في عدّة مناطق، وأبدت توقّعها بأن تتواصل هذه الأزمات وربما تشتدّ خلال العام الجديد، حيث لا توجد أيّ مؤشّرات على أن هذا العام سيكون مختلفا. قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس -في مؤتمر صحفي بنيويورك- إن عام 2013 انتهى بأعلى مستويات من الأزمات الإنسانية من خلال الاحتياجات الشديدة والعاجلة للمساعدات، خاصّة سوريا التي تعيش (حربا أهلية) متواصلة والفلبين التي ضربها إعصار مدمر. وأضافت المسؤولة الأممية أنه يوجد في سوريا وحدها نحو تسعة ملايين وثلاثمائة ألف شخص يحتاجون إلى الطعام والمأوى والرعاية الصحّية، من بينهم نحو ستّة ملايين ونصف المليون من النّازحين في الداخل السوري والباحثين عن مناطق أكثر أمنا، إضافة إلى نحو مليونين ونصف المليون لاجئ في المنطقة. أمّا في الفلبين التي ضربها إعصار مدمّر فما زال هناك 14 مليون شخص من المتضرّرين يعتمدون فقط على المساعدات الإنسانية من أجل ضمان البقاء -وفق آموس- التي أكّدت أن الأمم المتّحدة تحتاج أيضا للوصول إلى ثمانمائة ألف شخص من النّازحين في إفريقيا الوسطى، من بينهم حوالي خمسمائة ألف شخص يواجهون الموت جوعا خلال هذا العام إذا لم يتم إيصال المساعدات لهم. وقالت المسؤولة الأممية إن الصراع في جنوب السودان أدّى إلى نزوح نحو 194 ألف شخص بسبب أعمال العنف في الأسابيع الأخيرة، لتنضمّ هذه الدولة إلى قائمة الدول التي تحتاج بشدّة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وأشارت إلى أن 57 ألف شخص لجأوا إلى قواعد حفظ السلام التابعة للأمم المتّحدة بجنوب السودان طلبا للحماية، بينما تسعى المنظّمة للوصول إلى ستمائة ألف شخص يحتاجون إلى المساعدة خلال الثلاثة أشهر القادمة. وختمت آموس بالقول إن الأمم المتّحدة طالبت أواخر العام الماضي الدول المانحة بتقديم حوالي 13 مليار دولار خلال العام الحالي لتمكين هيئات الإغاثة الدولية من الوصول إلى 52 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في 17 دولة من أبرزها سوريا، الفلبين، جنوب السودان، إفريقيا الوسطى، أفغانستان، ميانمار، هايتي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مالي والصومال.