وجهت الأممالمتحدة وعدد من المنظمات الإنسانية نداء عاجلا طالبت فيه بتوفير 160 مليون دولار للتعامل مع الأزمة الإنسانية الناجمة عن الأوضاع في ليبيا، ومساعدة أكثر من مليون شخص فروا من ليبيا أو موجودين داخلها. وأوضحت إذاعة الأممالمتحدة أن النداء سيساعد بتمويل الأنشطة الحالية والمقررة ل17 مجموعة مساعدة لتأمين حاجات الأشخاص الذين فروا من ليبيا أو المتضررين في البلاد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وذكرت فاليري آموس، وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية، أن النداء يقوم على سيناريو تم التخطيط له لمساعدة أربعمائة ألف شخص يتوقع أن يغادروا ليبيا، بينهم مائتا ألف غادروا حتى الآن، وحوالي ستمائة ألف يتوقع أن يحتاجوا لمساعدات إنسانية، ما يعني أن أكثر من مليون شخص سيحتاجون إلى تلك المساعدات. كما أشارت آموس، التي زارت مناطق تونسية على امتداد الحدود الليبية، إلى أن بلدة مصراتة الليبية التي يسيطر عليها المحتجون ويعيش فيها ثلاثمائة ألف شخص تحتل مقدمة أولوياتها. وأضافت "سيضمن النداء حصول المهاجرين الذين يغادرون ليبيا إلى تونس ومصر والنيجر على المساعدات الإنسانية الكافية ونقلهم إلى بلدانهم بشكل عاجل". وفي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ليبيا حدد النداء التمويل المطلوب للتقييم والتحليل والاستجابة للاحتياجات الإنسانية الحالية والمستقبلية المحتملة. وقالت منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إن 15٪ فقط من مليوني عامل مهاجر في ليبيا استطاعوا الفرار وسط أنباء عن منع القوات الحكومية هؤلاء من المغادرة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد أعلن الأحد أنه اتفق مع وزير الخارجية الليبي موسى كوسا في اتصال هاتفي على أن تبدأ المنظمة الدولية على الفور إرسال فريق إنساني إلى طرابلس، لكن مسؤولين في الأممالمتحدة بجنيف أشاروا إلى أنه لا يوجد تحرك فوري بهذا الاتجاه. كما عين الأمين العام عبد الإله الخطيب وزير الخارجية الأردني السابق مبعوثا خاصا له في طرابلس، لبحث الوضع الإنساني الفوري والأبعاد الأكبر للأزمة. ويقول مسؤولو الإغاثة إن تدفق العمال المهاجرين إلى خارج ليبيا قد يتحول إلى أزمة لاجئين واسعة النطاق، إذا بدأ الليبيون أنفسهم الفرار بأعداد كبيرة، كما أعربت الدول الأوروبية عن قلقها إزاء احتمال أن تضطر لاستقبال أعداد كبيرة من النازحين.