في الآونة الأخيرة كثرت التصريحات الصحافية لمدرب المنتخب الوطني البوسني وحيد حاليلوزيتش، ودار النقاش مرة أخرى حول أحقية هذا الأخير بتدريب المنتخب الجزائري ومقارنته مع شيخ المدربين رابح سعدان، والمثير في الانتباه أن البوسني منذ توليه العارضة الفنية في جوان 2011 وهو يمدح نفسه بنفسه ويتحدث عن الإنجازات التي حققها مع المنتخب الوطني وكما يقال بالعامية (حوحو يشكر في روحو) ولم يكف هذا بل تمادى في استصغار المنتخب الذي يدربه في جميع تصريحاته لوسائل الإعلام المحلية والعالمية، فهل انتقاده للمنتخب الذي يدربه منذ سنتين ويملك جميع الصلاحيات لجلب أو طرد أي لاعب يريده حقا وواجبا؟ أم هو تهربا من المسؤولية الملقاة على عاتقه؟ هل يحق له استصغار البلد الذي يدفع له أجرته أو كما يقال بالعامية (يأكل الغلة ويسب الملة). لم يجد الناخب الوطني أي حرج في انتقاد واستصغار المنتخب الذي يدربه منذ 3 سنوات، والذي أعطى له جميع الصلاحيات لقيادته لتحقيق حلم الجزائريين والعرب، فهل يعتبر التأهل لدور الثاني جريمة في حق الجزائر أم هو تقزيم لمنتخبنا الذي أشرف هو على جلب اللاعبين وطرد لاعبين كانوا يشكلون نواة المنتخب الذي تأهل لمونديال جنوب إفريقيا وساهم في طرده من تدريب ساحل العاج وتحطيم أماله في قيادتهم في المونديال؟، فهل يحق له وصف منتخبا يدربه بالمنتخب الضعيف جدا وأن الأفضلية للمنتخبات الاخرى ؟ فإذا أخدنا كلامه على محمل الجد وأن المنتخب الجزائري ضعيف جدا ولا يستحق التأهل للمونديال فمن هو المسؤول على هذه الكارثة؟ الاتحادية التي قدمت الغالي والنفيس ووفرت جميع الإمكانية لتحقيق النجاح أم الأنصار الذين يبرهنون يوما بعد يوم أنهم يستحقون منتخبنا يتوج بالألقاب أم مدربا أعطت له جميع الصلاحيات ووفرت له خاتم سليمان فما يطلبه صباحا يجلب له مساء! أظن ان الإجابة واضحة ولا تستحق المناقشة. اصلا ففي حالة فشل المنتخب حاليلوزيتش هو المسؤول الاول، أما في حالة إعتبرنا كلامه غير صحيح وان المنتخب له الفرصة في التأهل لدور الثاني ولما أبعد هذا إنطلاقا من مقولة (كرة القدم ليس علوما دقيقة) فهذا تهربا من المسؤولية الملقاة على عاتقه ولا يستحق تدريب منتخبا موندياليا... في حالة مقارنتنا بين الناخب الوطني الحالي ورابح سعدان نلاحظ أن هذا الأخير يتفوق عليه وما التغلب عليه عندما كان يشرف على المنتخب الإيفواري إلا دليلا واضحا،، فالمنتخب الإيفواري كان يضم ترسانة من النجوم وكان المرشح الأول للفوز بالكأس ولا يجب أن ننسى أن المنتخب الجزائري قبل ما يتولى تدريبه رابح سعدان لم يتأهل حتى لكأس إفريقيا وفي عهدته لم يكن يملك لاعبين ممتازين من الناحية الفنية ويلعبون جلهم في أكبر النوادي الأوروبية وشكل منتخب رابح سعدان من لاعبين محليين أمثال سمير زاوي وسليمان رحو وبابوش وحيماني وغيره واما عن المحترفين فأغلبهم كانوا ينشطون في الدوري الفرنسي ولا يلعبون بإنتظام مع أنديتهم، فشتان بين من يتأهل مباراتين ومن يواجه السنغال ويقصيه ويتغلب على زامبيا والفراعنة في مفاجأة لم يكن يتوقعها حتى أشد المتفائلين وأما ما يميز مرحلة البوسني فهو خروجه المبكر من الكان وخسارته أمام الكبار في عهدته انطلاقا من تونس والطوغو فهل يجوز المقارنة بينهم؟ وإذا تعتبرونها جائزة فما هي معايركم؟ الملاحظ في اختيار المباريات الودية تحضريا للمونديال أن حاليلوزيتش اختلطت عليه الأمور ولم يجد إلا منتخبا ضعيفا يعاني مؤخرا ألا وهو منتخب سلوفينيا، فما هي الفائدة من مواجهة منتخبا ضعيفا وخسارة رهان مواجهة البرتغال بنجومها الكبار والذي يقودهم المرشح الأول للفوز بالكرة الذهبية ونجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو؟ وإذا صدقت الأقوال وواجهنا الصين عوضا عن اليابان فمنتخبنا بقيادته يسير نحو الهاوية ليس بسبب عدم توفر الإمكانية بل بسبب حماقته في اختيار المنتخبات! بخصوص المدرب المساعد كنت اتمنى ان يتم اختيار إما رابح سعدان أو زين الدين زيدان فقط لا غير، الاول لامتلاكه الخبرة الكافية وإمكانية توظيفها في صالح المنتخب الوطني اما الثاني فيمكنه المساهمة في تقديم النصائح للاعبين وإعطائهم حافز قوي للظهور بشكل جيد في المونديال، كما انه يساهم في تصحيح الصورة الخاطئة التي يرسمها الغرب على الجزائر. ملاحظة هامة: بخصوص هذا الموضوع أردت به أن اعود لتصريحات حاليلوزيتش ومقارنته فترته مع فترة رابح سعدان ليس تقليلا من شأنه بل لتماديه في إرتكاب الأخطاء وحتى رابح سعدان له أخطاؤه، فكما انتقدناها عندما كان يتولى العارضة الفنية فيحق لنا إنتقاد البوسني الآن فلا فرق بينهم.