"سعدان قدّم الكثير لكرتنا وننتظر تألق حاليلوزيتش في مونديال البرازيل" "بلجيكا، روسيا وكوريا ليست بوركينافاسو والبنين وعلى المدرب تحسين مستوى المنتخب" حذّر النجم السابق للمنتخب الوطني، ومنتخب جبهة التحرير الوطنية، رشيد مخلوفي من مهبة استسهال منتخبات المجموعة الثامنة لنهائيات كأس العالم المقبلة بالبرازيل، مؤكدا صعوبة المهمة التي تنتظر الخضر في العرس العلمي القادم، كما أكد أن الجزائريين مطالبين بالإستفادة من درس التصفيات، حيث كاد استصغار بوركينافاسو أن يحرمنا من التأهل إلى المونديال. أوضح أسطورة نادي سانت ايتيان، في حوار خص به الفجر، أن العناصر الوطنية مطالبة بالتسلح بالعزيمة وحب الوطن من أجل تقديم مشاركة متميزة في نهائيات كأس العالم القادمة، مؤكدا أن الفنيات ومهارات اللاعبين لا تكفي وحدها من أجل صنع الفارق، وتحدث مخلوفي في هذا الخصوص عن أن الخضر نجحوا في التألق خلال مونديال اسبانيا 1982، وكانوا يستحقون التأهل إلى الدور الثاني، ونجحوا في رفع راية الجزائر أمام جميع دول العالم بواسطة الروح الوطنية العالية التي ظهروا بها. كما تحدث مخلوفي عن فرص الخضر في المجموعة الثامنة، ومستوى منتخبات بلجيكا، روسيا وكوريا الجنوبية، وأكد أنه ضد قيام الفاف بتحديد الدور الثاني كهدف من المشاركة في نهائيات كأس العالم القادمة، موضحا أن الخضر مطالبون بالذهاب بعيدا في المنافسة، وتقديم مشاركة متميزة، كما تحدث مخلوفي عن العديد من النقاط الشيقة في هذا الحوار. أهلا بك مخلوفي، سعداء بالحديث معك، كيف هي أحوالك؟ أنا أيضا سعيد بالحديث معكم، أحوالي جيدة والحمد لله، أنا حاليا بأرض الوطن، حيث أزور مسقط رأسي بسطيف، من الرائع العودة لسطيف التي أعشقها كثيرا، ولا يمكن الابتعاد عنها كثيرا. وفاق سطيف يسعى حاليا من أجل تجديد طاقمه الفني، حيث من المنتظر تولي المدرب رابح سعدان مسؤولية العارضة الفنية للفريق، ماذا يمكن أن تقول عن الوفاق، وعن المهمة الجديدة لسعدان؟ أحب الوفاق كثيرا، وسعيد بتألقه في البطولة الجزائرية، سعدان سبق له العمل في الكحلة، وحقق معها نجاحات كبيرة، من الرائع أن يتسلم قيادة الفريق مجددا، إنه مدرب كبير، وسيقدم الكثير للوفاق. هل تحدثت معه بخصوص المهمة الجديدة التي تنتظره؟ لا، لم ألتقي به حتى الآن، لم يأتي حتى الآن إلى سطيف، وسألتقي معه، فهو صديق عزيز بالنسبة لي. لننتقل إلى موضوع المنتخب الوطني الجزائري، لا شك وأنك تابعت قرعة كأس العالم، والمجموعة التي سنتنافس فيها بالبرازيل، كيف تقيم المجموعة؟ نعم لقد تابعت القرعة، أعتقد أنها قرعة جيدة، أليس كذلك (يضحك)، إنه نفس الأمر الذي تقوله روسيا، بلجيكا وكوريا الجنوبية، كل منتخب يعتقد أن القرعة خدمته، لكن واقع الميدان سيكون مختلف كثيرا. إذن أنت لا ترى أن المجموعة سهلة، وبالتالي فإن من الصعب على الخضر تجاوز المجموعات والوصول إلى الدور الثاني؟ سهلة، هل أنت تتحدث عن بطولة إفريقيا، أو التصفيات، الأمر يتعلق بمونديال، حيث يوجد خيرة منتخبات العالم، يمكن اعتبار أن المجموعة متقاربة المستوى، لكن كل المنتخبات قوية، والمنافسة بينها ستكون محتدمة، الجزائر ستحاول التأهل، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على المنتخبات الثلاث الأخرى في المجموعة. لنتحدث على الورق، من هما المنتخبين المرشحين للتأهل من هذه المجموعة؟ بلجيكاوروسيا أفضل نسبيا من الجزائر وكوريا الجنوبية، فهما فريقين أوروبيان كبيران، ولديهما عنصر الانضباط، فضلا عن القوة البدنية للاعبيهم، أفضلية بلجيكاوروسيا لا تعني أنهما المنتخبين الذين سيمران من هذه المجموعة، لأن كل شيء وراد في هذه المجموعة. الكثير من الخبراء في الجزائر يرى أن المنتخب الوطني أمامه فرصة سانحة من أجل تجاوز عقبة الدور الأول، ويعتبرون أننا وقعنا في أضعف مجموعة ممكنة، هل تشاطرهم الرأي؟ أخشى أن ندفع ثمن هذا الاستسهال غاليا في المونديال، الجميع شاهد ماذا حدث في اللقاء الفاصل أمام بوركينافاسو، الكل توقع مهمة سهلة للخضر، خاصة في لقاء العودة، لكن عانينا كثيرا، لقد شاهدت المواجهة، الفريق الوطني عاش كابوسا قبل أن يضمن تأهله، علينا حفظ الدرس جيدا، وعليه فإن استسهال مجموعتنا في كأس العالم سيكلفنا غاليا، الاستسهال كاد يضيع علينا التأهل للمونديال، وقد يضيع علينا مشوار ايجابي في البرازيل، لذا علينا وضع الأرجل على الأرض، وأريد أن أشير إلى أمر مهم. تفضل ... إذا أردت أن تقدم مشوارا ايجابيا في كأس العالم، فإن الأمر لا يرتبط كثيرا بمن ستواجهه، بل متعلق بما ستقدمه أنت، لا يهم مستوى المنافسين، الأمر الأكثر أهمية هو مستوانا نحن، إذا لم نقدم عطاءات قوية بالبرازيل فإننا لن نتأهل سواء كنا في مجموعة سهلة أو صعبة، وإذا كنا في المستوى فإننا سنقدم مشوار رائعا، وسيكون الجميع راض عن مشاركتنا. البعض يرى أن الوجه الذي ظهر به الخضر في اللقاء الأخير أمام بوركينافاسو يدعو إلى التشاؤم، ومن المستبعد أن نحقق أي انتصار في المونديال بمستوى مماثل، هل تؤيد هذا الكلام؟ نعم، على المدرب الوطني تحسين مستوى المنتخب كثيرا، لأن بلجيكا، روسيا وكوريا ليست بوركينافاسو والبنين، مواجهتها ستكون أصعب بكثير، هناك الوقت الكافي من أجل التحضير للمونديال، وعلى المدرب ضمان الاستعداد اللازم للموعد، وتقديم منتخب أفضل من المنتخب الذي لعب التصفيات. أغلب المحللين أكدوا أن اللقاء الافتتاحي للمجموعة أمام منتخب بلجيكا سيكون المفصل، ونتيجته ستحسم بنسبة كبيرة تأهلنا إلى الدور الثاني من عدمه، حيث وفي حال تحقيق الانتصار فإننا سنتجاوز المجموعة، وفي حال العكس فإننا لن نتأهل، هل تعتقد أن لقاء بلجيكا سيكون هو اللقاء الحاسم والأكثر أهمية؟ لا، لا أعتقد ذلك، جميع المواجهات الثلاث التي تنتظرنا في الدور الأول على نفس المستوى من الأهمية، وسواء نجحنا في تجاوز عقبة بلجيكا أو لا فإن مشوارنا سيحدد على ضوء النتائج المحققة أمام كوريا وروسيا. سعدان تحدث مؤخرا حول انجازاته مع المنتخب الوطني، وأكد أن ما حققه مع الخضر أفضل بكثير مما حققه المدرب الحالي وحيد حاليلوزيتش، هل تعتقد أن سعدان محق، وهل من الجيد انتقاد المدرب البوسني في هذا الوقت؟ لا أحد ينكر ما قدمه سعدان مع المنتخب الوطني، سعدان نجح مع الخضر، وقدم الكثير للكرة الجزائرية، لكن سعدان ليس هو المدرب حاليا، الآن هو دور حاليلوزيتش من أجل قيادة الخضر لانجازات جديدة، وعليه استغلال فرصة قيادة المنتخب في نهائيات كأس العالم، على أي مدرب أن ينجح ويدع انجازاته هي من تتحدث عنه، على حاليلوزيتش تأكيد حديثه بتطوير الخضر، وننتظر تألقه في البرازيل، وسنكون سعداء بذلك، لأن الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني. هل ترى أن التشكيلة الحالية قادرة على حمل المشعل، وتكرار انجازات 82، أو أن المنتخب الحالي يفتقد للعديد من الأمور؟ لا أعلم، الميدان هو الفاصل، علينا التحضير جيدا للموعد المقبل، وعلى الاتحادية مساعدة المنتخب على ضمان الاستعداد اللازم، النجاحات لا تعتمد على أرجل اللاعبين فقط، بل على كفاءة المسؤولين، ونجاح الاتحادية في توفير الظروف المناسبة للمنتخب. على ذكر الاتحادية، فإن الفاف، قد وضعت التأهل إلى الدور الثاني كهدف من المشاركة المقبلة للمنتخب الوطني هل تعتقد أن الهدف معقول، وهل سيشكل ضغطا أم يكون تحفيزا بالنسبة للتشكيلة الوطنية؟ لا أشاطر الفاف عندما تضع الدور الثاني كهدف من المشاركة في كأس العالم، المهم هو المستوى الذي سنقدمه، علينا الذهاب بعيدا في مونديال البرازيل، وعدم وضع أي حواجز أو ضغوطات، الجزائري طموح للغاية، وفي 82 لم تضع الاتحادية أي أهداف للخضر. في السابق كانت هناك العزيمة وحب الوطن، وكان اللاعبون يقاتلون على أرضية الملعب من أجل تشريف الجزائر، حاليا المنتخب يراهن على المستوى العالي للاعبيه، والكثير منهم يلعب في نوادي أوروبية كبيرة، ولديه الإمكانات اللازمة من أجل مقارعة بقية منتخبات العالم، هل ترى أن الأمر مختلف عما كان عليه سابقا؟ الجزائر دائما كانت تملك المواهب والفنيات، لكن هذه الإمكانات تبقى دون فائدة في كأس العالم، أرى أن العزيمة وحب الوطن أهم من فنيات اللاعبين في كأس العالم، وعلى الخضر التسلح بالروح الوطنية من أجل تقديم مشوار متميز في البرازيل، وإسعاد الشعب الجزائري الذي ينتظر منهم الكثير.
”العزيمة وحب الوطن أهم من فنيات اللاعبين في المونديال”