مع اقتراب مولد خير الأنام تتضاعف طاولات عرض المفرقعات عبر شوارع العاصمة وتظهر بوادر اللعب الجنوني باستعمال أخطر الأنواع والتراشق بها بين الأشخاص، واعتاد الكل أن تكون مناسبة المولد مقترنة بالأحداث الأليمة وتخليف إصابات خطيرة تمس مناطق من الجسم لاسيما العينين مما يهدد المصاب بفقدان البصر، ودليل ذلك امتلاء مستشفياتنا في تلك الليلة بجرحى ومصابين من جراء الاستعمال السلبي للألعاب النارية، بل سجلت المستشفيات حالات متفاوتة الخطورة في هذه الآونة بالذات، وعلى الرغم من التحذيرات تتواصل الظاهرة المشينة التي باتت تطبع المواسم الدينية في مجتمعنا. نسيمة خباجة انتشرت طاولات بيع الألعاب النارية بمختلف شوارع العاصمة على غرار المدنية، ميسونيي، باب الوادي وغيرها، بحيث اصطفت أنواع من المفرقعات عبرها، وعرفت إقبالا من طرف الزبائن لاسيما الأطفال الذين يتدافعون لأجل الظفر بأنواع من المفرقعات، دون أن ننسى الكبار بعد أن تحوّلت المفرقعات إلى عرف ملزم في مجتمعنا لا تحلو مناسبة المولد إلا بحضورها، إلا أنها تحمل الكثير من الأخطار للصغار والكبار على حد سواء بسبب الاستعمال السلبي لتلك الألعاب واللعب الجنوني بها، بحيث يتم تراشقها عشوائيا عبر الأزقة، وهي الظاهرة التي اشتكى منها الجنس اللطيف في هذه الآونة كونه المستهدف الأول عبر الشوارع من باب التمازح وحتى المعاكسة، إلا أن لحظة تهور وطيش من الممكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة أولها احتمال الفقدان الكلي للبصر والجروح متفاوتة الخطورة بسبب المفعول القوي لبعض أنواع المفرقعات على غرار الدوبل بومب والشيطانة والصواريخ وغيرها من الأنواع الأخرى التي لا تعد ولا تحصى، ويتفنن الباعة في عرضها على الزبائن لجذب اهتمامهم والإقبال عليها بتهافت. اقتربنا من بعض النواحي التي شرعت في عرض طاولات الفتك بالبصر وتسجيل أحداث مأساوية في ليلة المولد من أجل جمع بعض الآراء حول تلك المظاهر التي تميز مناسبة المولد فكانت الآراء متباينة. الشاب محمد صاحب طاولة لعرض المفرقعات بالعاصمة قال إن الإقبال يتزايد على أنواع الألعاب النارية مع اقتراب مناسبة المولد من مختلف الشرائح العمرية وحتى الأطفال وعلى الرغم من أنه بائع للألعاب النارية رأى خطورة في إقبال الأطفال عليها بمفردهم، ومهمتهم تكون بالنصح والإرشاد في استعمال تلك الألعاب بمرافقة الكبار مادام أنها أصبحت عادة لا خروج عنها خلال المولد، وعن مصدر تلك الألعاب على الرغم من حظرها القانوني بالنظر إلى أضرارها أحجم محدثنا عن الرد والتزم الصمت واكتفى بإعلامنا أنه دفع الكثير لأجل وصول تلك الألعاب إليه ما أجبره على رفع الأسعار قليلا لأجل تعويض المبالغ التي دفعها إلى بارونات بيع المفرقعات والألعاب النارية الخطيرة التي تهدد بفقدان البصر وبحوادث أليمة نسجل العشرات منها في كل سنة عبر مستشفياتنا، ما تؤكده المداومة الليلية المفروضة على مصالح طب العيون من أجل استقبال المصابين في ليلة المولد. المواطنون منهم من رفضوا عرض تلك الألعاب التي تؤدي بأطفالهم إلى الهلاك، السيد سعيد من المدنية قال إنه يدهش لعرض أخطر الأنواع منها المفرقعات قوية المفعول التي تؤدي إلى المخاطرة بالعين وحتى بحاسة السمع لما تفرزه من إزعاج وفوضى، وأضاف أنه يمانع استعمال أطفاله لتلك الألعاب الخطيرة التي تفرز ضحايا جدد في كل سنة خاصة وأن البعض يلعبون بكل تهور، وقال إنه مؤخرا شاهد أحد المراهقين وهو يضع مفرقعة بالقبعة الملحقة بقميص صديقة وما أن اندلع مفعولها حتى ألحق به جرح عميق في الرقبة استدعى إيفاده إلى عيادة طبية بغرض التضميد، ومن ذلك تظهر الإفرازات السلبية الخطيرة التي تفرزها تلك الألعاب وسوء استعمالها من طرف الكثيرين. وبذلك أجمع أغلب المواطنين على أضرار تلك الألعاب التي تتعدد سلبياتها وتفتقد للإيجابيات، ورأوا ضرورة التصدي لتلك الطاولات مادام أن القانون الجزائري يحظر استعمال مثل تلك الألعاب الخطيرة على الصحة العامة، وتبقى صورة مشوهة لمناسبة المولد النبوي الشريف كمناسبة حُصرت في اللعب الجنوني بالمفرقعات وألغيت جوانب أخرى أهم، على غرار التذكير بالسنة المحمدية وتعليم مبادئها والاقتداء بها.