بايع ممثّلو سبع دول إفريقية أمس، الشيخ علي التيجاني ليكون الخليفة العام للطريقة التيجانية خلفا للشيخ محمد بن محمود التيجاني الشيخ العام للطريقة التيجانية إثر وفاة هذا الأخير· وحضر وزير الشؤون الدينية المبايعة، وكذلك محمد بوغازي مستشار برئاسة الجمهورية· وكان بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى عائلة الفقيد الشيخ محمد بن محمود التيجاني الشيخ العام للطريقة التيجانية، وتعدّ الزّاوية التيجانية بمدينة عين ماضي (70 كلم شمال غرب عاصمة الولاية الأغواط) ومقرّ خلافتها العامّة مركز إشعاع فكري وروحي وقبلة لملايين الأتباع المنتشرين عبر العالم· ولازالت هذه الزّاوية التي فقدت الخليفة العام للطريقة التيجانية الشيخ سيدي امحمد بن محمود التيجاني عن عمر يناهز ال 76 سنة، تشعّ بالأعمال الخيرية، حيث تستقبل الملايين من الزوّار والمتبرّكين وتتميّز بنشاط ديني وتعليمي مكثّف، ممّا مكّنها من أن تحتلّ مكانة بارزة في المجالات الدينية والاجتماعية· وتتوفّر هذه الزّاوية على مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة وعلوم الفقه والدين لأبناء المنطقة وللطلبة الوافدين إليها من الزائرين والمتبرّكين من داخل الوطن وخارجه· سمّيت الزّاوية بالتيجانية نسبة إلى مؤسسها سيدي أحمد التيجاني الجزائري الذي تربّى وترعرع في كنف أخواله التجاجنة البربرية التي قطنت عين ماضي قديما، ومنها اشتقّ لقبه التيجاني· وللزّاوية التيجانية هيكل تنظيمي يرأسه الخليفة العام وهو منصب يتداول عليه أفراد العائلة التيجانية بنظام الوراثة، أمّا رتبة المشايخ والمقاديم وهم مريدون فإنه يعيّنهم الخليفة العام لتسيير فروع الزّاوية داخل أرض الوطن وعواصم الدول الأخرى· وتشير المعلومات إلى أن عدد أتباع الطريقة التيجانية في العالم يفوق ال 400 مليون شخص· وللتيجانية فروع تابعة لها في الجزائر كزاوية أوغروت بأدرار وزاوية وادي سوف (الوادي) وزاوية تيماسين (ورفلة)، ولها نفوذ قوي في أوساط المسلمين في العديد من البلدان الإفريقية وفي معظم البلدان في العالم· وقد أكّد الخليفة العام الجديد البالغ من العمر 67 سنة، في كلمته على سعيه لنشر العلم الصحيح عبر زوايا التيجانيين وإنشاء مجلس علمي وآخر شوري لإصلاح ذات البين سيرا على خطى الأسلاف ونشر هذه الرسالة العالمية التي تجاوزت القرنين من الزمن· ويعتبر الشيخ علي التيجاني صهر الخليفة العاشر للطريقة التيجانية عبد الجبّار التيجاني وممثّل الزّاوية في العديد من المحافل داخل وخارج الوطن، آخرها مشاركته في ملتقى الأحباب بالضاحية الفرنسية، وله علاقات كثيرة ويحظى بثقة السنغاليين وعدّة دول مجاورة، ما جعل الحضور أمس قويا بمشاركة ممثّلين عن سبع دول إفريقية·