طالب المسلحون الذين يقاتلون الحكومة في جنوب السودان أوغندا بوقف دعمها للقوات الحكومية كشرط لتوقيع وقف لإطلاق النار لإنهاء القتال الذي يعصف بالبلاد منذ أسابيع إثر اتهام قيادات سياسية وعسكرية بتدبير (انقلاب فاشل). وقال المتحدث باسم وفد المسلحين في محادثات أديس أبابا قرنق مابيور (أبلغنا (منظمة) إيغاد شكوانا من وجود القوات الأجنبية الذي سيعقد الصراع، ولذلك أعتقد أن من المنطقي أن يقرروا الانسحاب) من جنوب السودان، مضيفا أن (هذه نقاط معلقة لا تريد الحكومة التحرك بعيدا عنها). ومن جهته، قال عضو في وفد الحكومة المفاوض رفض الكشف عن اسمه، إن حكومة جنوب السودان (لديها اتفاقية عسكرية مع أوغندا، وتعاوننا معها يجب أن يناقش فقط بين حكومتي البلدين، وليس مع جماعة متمردة). وكان الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني اعترف للمرة الأولى بأنه يساعد نظيره في جنوب السودان سلفاكير ميارديت في مواجهة قوات نائبه السابق رياك مشار. وقال موسيفيني إن قوات أوغندية ساعدت هذا الأسبوع في هزيمة المسلحين خارج جوبا وقتل بعضهم في المعركة. وأشار إلى أنه في 13 جانفي الجاري (خاضت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش جنوب السودان) وعناصر من جيشنا معركة كبيرة ضد قوات المتمردين في منطقة على بعد تسعين كيلومترا من جوبا). ومن جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الأوغندي العقيد بادي أنكوندا ما قاله موسيفيني. وقال إن القوات الأوغندية تساعد جيش جنوب السودان في مدينة بور الإستراتيجية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن أنكوندا قوله (نخطط حاليا لإرسال مزيد من القوات إلى جنوب السودان). أما وزير الدفاع بجنوب السودان كول مانيانغ فقال إن (عدد القوات الأوغندية في بلاده يبلغ كتيبة، وإنهم موجودون هناك للمساعدة على كبح تمرد مشار)، موضحا أنهم (موجودون في جوبا، ويدعمون الجيش الشعبي الذي يتحرك صوب بور)، وهي مدينة إستراتيجية إلى الشمال مباشرة من العاصمة سقطت في أيدي المتمردين بعد اندلاع الصراع. وفي هذه الأثناء، دعت الولاياتالمتحدة الطرفين المتنازعين في جنوب السودان إلى وقف إطلاق النار، مؤكدة أنها لا تقبل الإطاحة عسكريا بحكومة جنوب السودان المنتخبة ديمقراطيا. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية ليندا توماس غرينفيلد أثناء جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب (لا الولاياتالمتحدة ولا المجتمع الدولي يقبلان الإطاحة عسكريا بحكومة جنوب السودان المنتخبة ديمقراطيا). وفي الجلسة نفسها اتهم مشرعون أميركيون زعماء جنوب السودان بالفشل في إقامة دولة، وتساءلوا عن جدوى إرسال الولاياتالمتحدة مساعدات بملايين الدولارات إلى هذا البلد، مجددين بذلك ما قاله زملاء لهم في جلسة سابقة من أن دولة جنوب السودان يمكن أن تخسر المساعدات الأميركية إذا لم تكف الحكومة والمسلحون عن العنف. ومن جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش كلا من القوات الحكومية وقوات المتمردين بارتكاب (جرائم مروعة ضد المدنيين بسبب العرق فقط) أثناء الصراع الدائر في البلاد. وتحدثت المنظمة عن (مجازر معممة) أطلقت فيها النار (بشكل منهجي) في عدة حوادث استهدف فيها كل من الطرفين أنصار الطرف الآخر، مشيرة إلى احتمال حدوث جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ودعت إلى إجراء تحقيق دولي.