هدّدت القوات الموالية لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بمهاجمة المعقل الرئيسي لخصمه رياك مشار في بانتيو عاصمة ولاية الوحدة وأعلنت أن القوات الموالية للأخير ترفض وقف النار، فيما تصاعد الضغط الدولي من أجل التوصل إلى هدنة في القتال المستمر.اتهمت الحكومة مشار بتعبئة شباب مسلحين لمهاجمة مواقعها، ودفعه بأعداد تصل إلى 25 ألف مسلح من قبيلة النوير التي ينتمي إليها، لمهاجمة القوات الحكومية في ولاية جونقلي.لكن الناطق باسم المتمردين موسى رواي، نفى أن يكون مشار (النائب السابق للرئيس) عمد إلى التعبئة القبلية، وأشار إلى أن هؤلاء الشباب الذين تتحدث عنهم الحكومة هم «جنود في الجيش، قرروا طوعاً حمل السلاح ضد الحكومة».وأكد مشار التزامه بالحل السلمي للأزمة، وجدد تمسكه بالحوار، مشيراً إلى أنه شكل فريقه للمفاوضات مع الحكومة التي دعت إليها «إيغاد» في أديس أبابا، لكنه شدد على تمسكه بشرط إطلاق سراح المعتقلين السياسيين من قبل الرئيس سلفاكير.وأشار بيان صادر عن فريق مشار إلى أنه في حال استمرار سلفاكير في رفض إطلاق سراح المعتقلين، فهو بذلك «يضيق فرص الحوار لحل الأزمة، وخيارنا الوحيد في هذه الحال هو الزحف نحو جوبا».وأضاف البيان إن قوات مشار تسيطر على حقول النفط بالكامل في كل ولايات الوحدة وأعالي النيل وجونغلي، وإن كانت هناك بعض الجيوب التابعة لسلفاكير في منطقة شمال أعالي النيل. وأشار البيان إلى إن قوات سلفاكير تقوم بقصف المواقع التي تسيطر عليها قوات مشار بالطائرات.وقال الناطق باسم جيش الجنوب فيليب أغوير أمس: «إن الجيش كبّد المتمردين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات في ولايتي الوحدة وأعالي النيل وتمكن من إعادة السيطرة على بلدة ميوم»، مشيراً إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة لحماية حقول النفط في منطقة فلج في أعالي النيل.واعتبر الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان جو كونتريراس زحف الشباب الموالين لمشار على بور عاصمة ولاية جونقلي، تطوراً خطيراً.وأضاف: «أن هؤلاء الشباب يفتقرون إلى أي خلفية عسكرية وإلى الانضباط الذي يتميز به المقاتلون المتمردون الذين يحاربون تحت لواء نائب الرئيس السابق منذ اندلاع الأزمة. لذا، يصعب التكهن بدوافعهم الحقيقية، على رغم أنهم يبدون متعاطفين مع مشار».وأكد وزير النفط والتعدين في جنوب السودان ستيفن دايو، أن القوات الموالية لمشار، سيطرت على حقول كافة النفط فى ولاية الوحدة.وأفاد دايو أمس، بأن العمال الموجودين في حقول نفط الولاية، لم يتمكنوا من أداء عملهم أو الاستمرار فى ضخ النفط نظراً إلى إغلاق الأنابيب، مشيراً إلى أن هناك مخاوف من أضرار جسيمة تلحق بالمنشآت النفطية والبيئية في ولاية الوحدة.وازدادت الضغوط الدولية والإقليمية لإقناع الطرفين المتحاربين بالهدنة والتفاوض. وقال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في منطقة القرن الأفريقي أليكس روندوس: «إن زعماء جنوب السودان يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم ويجتمعوا لإجراء محادثات من دون شروط».وكان متوقعاً وصول الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني إلى جوبا أمس لإجراء محادثات مع سلفاكير، فيما تبذل مجموعة دول شرق أفريقيا للتنمية (إيغاد) والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين مساعي للضغط على الطرفين.