مخيمّ اليرموك أكبر تجمّع للاّجئين الفلسطينيين في سوريا بينما ينفق العرب الكثير من الأموال على حيواناتهم وعواهرهم يعيش سكان مخيّم اليرموك للاّجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق (كارثة إنسانية) مع تزايد صعوبات فكّ الحصار المفروض عليه من قِبل النّظام السوري منذ سبتمبر الماضي وسط دعوات لإخراج المسلّحين منه، فمن لم يمت من الجوع يقتات ممّا يتوفّر تحت يديه حتى الأعشاب المضرّة. قال سامي الحلو، أحد سكان المخيّم الذي ما يزال داخله، إن الأوضاع التي يعاني منها السكان (تفوق تصوّر العقول البشرية بسبب المجاعة التي تهدّد حياة الكثير من الشيوخ والأطفال والنّساء)، وأضاف في حديث صحفي عبر الأنترنت أن ما تنشره وسائل الإعلام عن الأوضاع المأساوية للمخيّم (قليل وضئيل) مقارنة مع الواقع المزري، مشيرا إلى تعرّض مناطق مختلفة من المخيّم يوم الخميس لقصف مدفعي (عنيف وهستيري). وتحدّث الحلو عن سقوط أكثر من 10 قتلى قضوا تحت أنقاض المباني التي سقطت عليها البراميل المتفجّرة خلال غارات شنّها طائرات النّظام السوري على المخيّم. ويأتي هذا القصف ليزيد من المأساة التي يعيشها ما تبقّى من أهالي اليرموك منذ 5 أشهر، فهم نسوا اليوم (معنى كلمة كهرباء أو دواء صالح أو طعام بسبب انقطاع الكهرباء المستمرّ وشبه انعدام للطعام والأدوية)، حسب الحلو الذي ختم كلامه قائلا: (فلتسقط هذه الإنسانية كلّها وليذهب هذا العالم التافه إلى الجحيم). وكان التواصل مع الحلو عبر الأنترنت صعبا جدّا وتطلّب محاولات حثيثة خلال يومين بسبب انقطاع الكهرباء عن المخيّم ولجوء قليل من الأهالي إلى استخدام المولّدات الكهربائية الصغيرة ل (أوقات محدودة جدّا وعند الضرورة القصوى) وبسبب رداءة خدمة الأنترنت في المخيّم. من جانبه، حذّر سامي حمود، مدير (منظّمة ثابت) لحقّ العودة الفلسطينية، من أن الأوضاع في مخيّم اليرموك تزداد سوءا بسبب الحصار الخانق المفروض على كافّة المداخل والمخارج بحجّة وجود مسلّحين معارضين. وأوضح حمود التي تتابع منظّمته أوضاع أهالي اليرموك من خلال التواصل المستمرّ مع عدد من النشطاء في داخله، أن الوضع في المخيّم (يزداد سوءا يوما بعد يوم، الموت من الجوع هو الخطر الأكبر الذي يهدّد حياة أكثر من 30 ألف فلسطيني متواجدين حاليا داخل المخيّم). ويعدّ مخيّم اليرموك بدمشق أكبر تجمّع للاّجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث كان يضمّ قبل فرض الحصار عليه نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني، إضافة إلى سوريين يقطنون هناك، وفق إحصاءات غير رسمية.