من المقرّر أن تنظر اليوم محكمة جنايات العاصمة في ملف 20 إرهابيا متابعين بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة تنشط داخل الوطن وحمل أسلحة نارية وحربية وذخيرتها وحيازة مواد متفجّرة والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، منهم 17 في حالة فرار على رأسهم عبد المالك درودكال زعيم الدمويين في التنظيم المسمّى الجماعة السلفية للدعوة والقتال وثلاثة موقوفين، ويتعلّق الأمر بكلّ من أمير سرية (النور) الناشطة بمنطقة برج منايل (ش. محمد) المدعو (أبو سارية) وعنصر دعم وإسناد (و. خالد) بعدما تمّ إلقاء القبض عليهما في منزل جدّة هذا الأخير بمنطقة وادي أوشايح بعدما خدّره بواسطة منوّم وضعه له في وجبة العشاء. حسب ملف القضية فقد تمّ توقيف المتّهمين بتاريخ 21 نوفمبر 2010 في منزل جدّة عنصر الدعم والإسناد المكنّى (سيد علي) بعدما قرّر هذا الأخير تسليم نفسه لمصالح الأمن، حيث خطّط رفقة أقاربه لإعداد وليمة عشاء لهما ووضع له منوّما في الطعام، وتمّ استدعاء رجال الأمن الذين ألقوا القبض عليهما. وأشارت ذات المصادر إلى أن الإرهابي (م.ش) لم يستيقظ إلاّ وهو بين يدي رجال الأمن، حيث تولّت هذه الأخيرة نقلهما إلى مركز الأمن وحجز الأسلحة التي كانت بحوزتهما وهي عبارة عن سلاحين من نوع كلاشينكوف مزوّدين بالذخيرة. كما كشفت التحرّيات أن سبب قدوم أبي سارية ومرافقه إلى العاصمة كان للتخطيط لاختطاف بعض الشخصيات الغنية بغرض الحصول على فدية مقابل إطلاق سراحهم، كما خطّط للانضمام إلى المواطنين الذين خرجوا إلى الشارع احتفالا بفوز المنتخب الوطني على نظيره المصري وحصوله على التأشيرة التأهّل إلى كأس العالم بهدف خلق الفوضى والسطو على بعض المحلاّت التجارية لتأمين الأموال للجماعات الإرهابية حتى يتسنّى لها الخروج من الضائقة المالية التي تعرّضت بعدما تمكّنت مصالح الأمن من تفكيك عدد من شبكات الدعم والإسناد الناشطة في العاصمة وما جاورها. الجدير بالذكر أن أمير سرية (النور) التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1999، أين شارك في عدّة عمليات إجرامية ضد مصالح الجيش الوطني الشعبي باستهداف ثكنات عسكرية محاذية لغابات بومرداس وتيزي وزو، وكذا دوريات للجيش الوطني والدرك. وأنكر هذا الأخير أثناء التحقيق معه التهمة الموجّهة إليه، مصرّحا بأنه لم يتولّ منصب إمارة أيّ جماعة إرهابية منذ التحاقه بالجماعات الإرهابية سنة 2004، وأنه كلّف من طرف الأمير بالبحث عن عناصر ودعم وإسناد غير معروفين لدى مصالح الأمن التي ضيّقت عليهم الخناق، غير أن مصادر قضائية شكّكت في تصريحاته، وبعد عملية وتحرّي مكثّفة توصّلت إلى أن هذا الأخير بدأ نشاطه الإرهابي سنة 1999 وليس كما صرّح به في التحقيق، ممّا سمح له بتولّي ذلك المنصب، خاصّة بعد مشاركته في عدّة عمليات إرهابية اهتزّت لها مدن ولاية بومرداس. ومن بين المتّهمين في هذا الملف أيضا المدعو (ع. رشيد) المكنّى حركيا ب (حذيفة الجند) الذي تمّت برمجته كمتّهم فارّ في الوقت التي سبق فيه وأن صرّحت فيه بعض الجهات الأمنية بأنها قضت عليه في اشتباك مسلّح ببومرداس، حيث كان هذا الأخير مكلّفا بتحصيل أموال الجماعات الإرهابية الموجّهة لشراء المتفجّرات، كما تورّط المتّهم أيضا في قضية تفجير القطاع العسكري العملياتي بالبويرة وفندق بوسط المدينة في شهر أوت 2008.