لازال سكان حي باسكال بأعالي بلدية بوزريعة بالعاصمة، يعيشون حياة قاسية وصعبة خصوصا بعد التقلبات الجوية التي تشهدها ولاية الجزائر من حين لآخر والتي تسببت في تهاوي منازلهم بسبب انزلاق التربة نتيجة تموقعهم فوق منحدر جبلي، هي وضعية مأساوية يصارعونها داخل هذه البنايات الآيلة للسقوط. ومن بين العائلات التي تعيش خطر الموت عائلة (طوبال) التي تعيش التشرد منذ سنة بعد انهيار المنزل الذي كانت تسكنه والمشيّد فوق جبل تربته غير صالحة للبناء، وهو الوضع الذي بات هاجس أغلب سكان المنطقة والبالغ عددهم أزيد من 15 عائلة مقيمة بسكنات على حافة منحدر جبلي، كما سبق الذكر ومع الحفر المستمر بدءا بانزلاق التربة لتنهار السكنات، وفي السياق ذاته تقول إحدى القاطنات (تم بيع القطع الأرضية التي تتواجد أسفل منزلي وبمجرد أن شرع صاحبها في الحفر حتى بدأت البنية التحتية في التدحرج و الانزلاق، فشعرت بالخوف وصار البيت غير آمن وأصبحت الجدران تتهاوي يوم بعد يوم الأمر الذي أجبرنا للهروب خوفا من انهيار هذا الأخير على رؤوسنا، وفعلا لم تمر أيام بعد ذلك حتى انهار المنزل الذي كان يأوينا لنجد أنفسنا بين ليلة وضحاها نقيم في خيمة مشيدة من الحطب والبلاستيك (كالبدو الرحل)، على -حد قولها- ورغم أن الحادثة مرّ عليها أزيد من سنة، إلا أن دار لقمان لازالت على حالها كما لو كنا غير معنيين بإقليم البلدية، ونفس السيناريو يواجهه السيد بورطال الذي انهار سكنه هو الآخر ليجد نفسه وعائلته في الشارع فقام بنصب خيمة، لكن الفرق أنه قام بنصبها بنفس المكان المتواجد به سكنه المنهار ليبقي معرّضا لخطر الوقوع من أعلى الجبل إذا ما استمرت التربة في الانزلاق -يقول محدثنا-: (فضلت البقاء ونصب خيمة في نفس المكان الذي كان منزلي متواجدا به، على أن أقطن بحافة الطريق على غرار السيدة فاطمة وابنتها لأن الأمر نفسه، فببقائي بهذا المكان أنا وعائلتي نحن معرضون لخطر السقوط، واستقرارنا بمحاذاة الطريق نتعرض لحوادث السير، فتموقع هذه الأخيرة السالفة الذكر بالمكان المذكور واستقراره سيعرضها لخطر حتمي في أي وقت. وأثناء تنقل أخبار اليوم إلى عين المكان وقفت على مدى الخطر المتربص بتلك العائلات، سيما هذه السيدة وابنتها حيث أنها متواجدة بمنعرج خطير قد يجعل السائقين لا يتحكمون بسياراتهم مما ينجر عنه اصطدام بكل ما هو واقع على حافة الطريق بما فيها الخيمة. وفي الصدد استطرد محدثنا قائلا وبلهجة الغضب برغم من الشكاوي العديدة، التي رفعها المواطنون المنكوبون للجهات الوصية، منذ أول يوم وجدوا أنفسهم في العراء بعد انهيار سكناتهم، إلا أنها انتهجت سياسة الإقصاء والتهميش والإجحاف في حقهم. وعليه تطالب العائلات المقيمة بتلك السكنات السلطات بالالتفات إليهم وتحمل مسؤوليتهم اتجاههم بترحيلهم إلى سكنات تضمن لهم العيش في كرامة كباقي العائلات الجزائرية.