لازالت أزيد من 400 عائلة مقيمة بالبيوت القصديرية بمحاذاة (الغابة) المتواجدة ببلدية الحمامات، تواجه المعاناة والخطر نتيجة تهديدات حدوث انزلاق للتربة وانهيار تلك السكنات الهشة المشيدة من الصفيح والواقعة على حافة المنحدر سيما أثناء التقلبات الجوية. وما زاد الطين بلة هو واقعة انهيار أجزاء معتبرة من الجدران والأسقف للسكنات المحاذية الأمر الذي زاد من مخاوفهم من الموت تحت الردم سيما بعد سماعهم عن حادثة انهيار السكنات الهشة ببولوغين وباقي مناطق العاصمة والوطن بفعل انزلاق التربة، ووسط هذه الوضعية الخطيرة طالبت تلك العائلات بضرورة تطبيق وعود الوالي التي تلقوها بترحليهم، وتحمل السلطات المحلية مسؤوليتها اتجاههم قبل فوات الأوان، حيث أكد عدد من السكان أن السلطات تتلاعب بأرواحهم خاصة أن حياتهم بهذه السكنات التي تصل إلى 20 سنة باتت مهددة وسط الصمت المطبق من قبل المسؤولين الذين لا يعيرون مخاوفهم ومعاناتهم أدنى اهتمام كما لو كان الأمر لا يعنيهم على حد تعبيرهم. وفي السياق ذاته أعرب هؤلاء القاطنين عن امتعاضهم الشديد جراء التهميش المنتهج اتجاههم من طرف السلطات المحلية، وقد أكد لنا هؤلاء أن حيهم يتواجد في حالة كارثية بسبب انعدام الإنارة واهتراء الطرقات وخطر انزلاق التربة، وأضافوا أنهم وجهوا العديد من الشكاوي في طرح انشغالاتهم، لرئيس بلدية الحمامات أكثر من مرة لوضع حد لحياتهم المزرية من جهة وخطر الموت المتربص بهم من جهة، إلا أن مراسلاتهم بقيت حبيسة الأدراج دون أن تتلقى أي رد إيجابي على أرض الواقع. بل قوبلت كل نداءاتنا بوعود واهية لم يتحقق ولو جزء منها حسبهم رغم أن هذه الأخيرة على علم بما يواجهونه من أخطار ومشاكل داخل هذه البنايات المهترئة التي باتت لا تصلح للسكن على الإطلاق كونها آيلة للسقوط في أي لحظة خصوصا بعد التقلبات الجوية الأخيرة التي أصبحت تنبئ بكارثة إنسانية يذهب فيها أناس أبرياء لاذنب لهم إلا أنهم فقراء حرموا من حقهم الشرعي في السكن، وقد أكد لنا هؤلاء المواطنون أن سياسة التجاهل والتهميش نتج عنه تعرض العديد من البيوت القصديرية إلى انهيارات جزئية جعلت المواطنين في مأزق حقيقي خلال هذه الأيام الممطرة، حيث قضت بعض العائلات ليالي بيضاء تترقب انهيار سكناتهم عن آخرها نتيجة اهترائها وقدمها فضلا عن تواجدها على حافة منحدر ، وأضاف محدثونا أن معاناتهم ومخاوفهم لم تتوقف عند هذا الحد بل يضاف إليه خطر الخنازير التي تغزو المكان وهو الأمر الذي دق بشأنه السكان ناقوس لخطر المزدوج الذي يهدد حياتهم وأمنهم. وأمام هذه الأوضاع الكارثية والمخاوف التي تحاصر السكان، ناشدت العائلات والي العاصمة بالتدخل العاجل بإدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي قبل وقوع ما لا يُحمد عقباه.